هل بالإمكان الفوز على الفريق الياباني لكرة القدم؟ سؤال يطرحه الكثير من المتابعين للمنتخب الوطني بل الفنيون والجماهير الكروية قبل موقعة الأربعاء المقبل على الاستاد الوطني هنا بالبحرين. قبل أن نجيب على هذا السؤال المهم علينا أن نقرأ الفريق الياباني القراءة الفنية السليمة والواقعية بعيدا عن المزايدات والتأويلات وتضعه فوق مشرحة الأمور الفنية في صفوفه الثلاثة ومن ثم نقوم بالمقارنة لما يمتلكه منتخبنا الوطني من عوامل مؤثرة وقدرة فنية تجعله أمام الفوز مقابل ما لدى الفريق الياباني.

نعتقد ويعتقد الكثير من الشارع الكروي أن المواجهة مع اليابان ستكون صعبة ولكنها لن تكون مستحيلة في الخروج منها بالنقاط الثلاث، وهناك من يرشح الفريق الياباني للفوز لأسبابه الخاصة ولكن هل هذا الطرح نعتبره من المسلمات الأكيدة؟

الفوز على الفريق الياباني يحتاج إلى إعداد خاص يبدأ به الإداريون من خلال الأمور المعنوية والتحفيزية وليس بكلام غير واقعي، مثل أن يقول أحدهم: انتم (أي اللاعبون) أقوى من اليابانيين ولا تخافوا منهم فهم احد عشر لاعبا وانتم كذلك واننا متفائلون بالفوز. نحن نعتقد ان مثل هذا الطرح له رد فعل سلبي ربما يقود إلى ما لا يحمد عقباه وبالتالي ينزل الغضب الجماهيري الذي ينتظر النتيجة الايجابية.

لابد من الإداري أن تكون لديه القدرة على فهم نفسيات لاعبي المنتخب الوطني وتحليلها بالشكل السليم لإبعادهم عن الضغوط النفسية أولا بسبب هذه المواجهة الصعبة ومن ثم زرع الثقة في نفوسهم بأمور واقعية ليستطيعوا دخول المباراة بارتياح تام لو وجدوا الطريق بالصورة السليمة ومن ثم يأتي الدور على الجهاز الفني في فهمه وقراءته السليمة للفريق المنافس كطريقة اللعب والأسلوب ومعرفة الانضباط التكتيكي ومصادر الخطورة حتى يقوم على خلفية هذه القراءة بوضع التشكيلة المناسبة عبر توظيف قدرات اللاعبين داخل الملعب بحسب الإمكانات المتاحة من دون مزايدة ولا عناد في تغيير المراكز كما فعلها المدرب في نهائيات كأس آسيا وكانت النتيجة الخروج المر من البطولة.

نأمل من ماتشالا أن يفاجئنا نحن أولا بطريقة لعب وأسلوب يشل به حركة اليابانيين، ويفعّل بالمقابل مصادر الخطورة لدينا لأننا نبحث عن النقاط الثلاث وليس النقطة أو الخسارة بأقل الأهداف. فهنا يأتي دور المدرب صاحب الخبرة والذي واجه الفريق الياباني أكثر من مرة عندما كان مدربا للكويت وعمان وبالتالي لديه الفكرة العامة للفريق الياباني.

أما الدور الذي يأتي بعد المدرب فهو عطاء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر من خلال تنفيذ واجباتهم المناطة بهم من قبل المدرب. ونقول لهم: «يا لاعبينا تسلحوا أولا بالروح القتالية والفدائية في الذود عن الوطن في هذه الموقعة المهمة ومن ثم نفذوا ما يريده منكم المدرب ولا تيأسوا لو ولج مرماكم يهدف سريع ومبكر ولا ترتبكوا وأعيدوا الكرة من جديد لكي تدركوا التعادل ونحن نعلم بأنكم أهل للفوز، وليس من الغريب أن نفوز ولكن الغريب أن نهزم بعرض باهت ومخيب للآمال... ابعدوا عنكم الضغوط النفسية فنحن نريد منكم أولا العرض الجيد ومن ثم الفوز الذي يأتي بسببه... قلوبنا معكم يا ابناء البحرين وننتظر بفارغ الصبر ملحمتكم المشرفة الأربعاء المقبل.