العدد 2026 - الأحد 23 مارس 2008م الموافق 15 ربيع الاول 1429هـ

مكنة الأميركيات الانتخابية

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يعود تفوق تعداد الناخبات الأميركيات على الناخبين الرجال في الولايات المتحدة إلى العام 1964، وعليه كان للمرأة الأميركية أن تكون أكثر من مجرد شريحة اجتماعية داعمة يحرص المرشحون على استمالتها للوصول إلى المكتب البيضاوي في العاصمة (واشنطن)، بل كانت ولا تزال أحد المحركات الرئيسية في مكنة الانتخابات الأميركية وفي مختلف مستويات الحكم الفيدرالي، الولايات، والمقاطعات.

44 عاما مضت مذ أصبحت الأصوات النسائية في الولايات المتحدة غالبية كاسحة، وعلى الرغم من تراجع نسب إقبال الناخبات الأميركيات على المشاركة بالتصويت في الانتخابات الأميركية، إذ تشير نتائج الانتخابات الرئاسية للعام 2004 مثلا، إلى “امتناع أكثر من نصف (54.5 في المئة) النساء بين عمري 18 و24 سنة عن التصويت، وما مجموعه 29 في المئة من النساء بين عمري 65 و 74 سنة”، إلا أن ذلك كله لم يمنع المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية اليوم، من أن يعطوا مجموع القضايا التي تهتم بها المرأة الأميركية فيما يعرف بقضايا “SHE” كالتعليم والبيئة والرعاية الصحية، العناية والاهتمام اللازمين. وبما يتساوى بالقضايا التي يطلق الأميركيون عليها قضايا “We”، التي تهم الناخبين الرجال مثل الحرب والاقتصاد.

الأولويات لدى المرأة الأميركية محلية بامتياز، ولعلها بالتحديد أكثر من يؤمن بأن السياسيات كلها “محلية”، فالقضايا التي تتعلق بالعائلة والتأمين الصحي تقف في مقدمة الأولويات مقارنة بالقضايا الاقتصادية أو حتى حرب تحرير العراق أو الإرهاب، وعلى الرغم من حساسية المرأة الأميركية تجاه تصويت هيلاري لمصلحة حرب تحرير العراق لكن هذا الأمر لم يصل حد تحديد خيار التصويت برفضها وتفضيل أوباما عليها...

اليوم أيضا، يعتقد 60 في المئة من الرجال و 56 في المئة من النساء أن الولايات المتحدة أصبحت جاهزة لرئاسة سيدة. وهي نسبة لا تبدو مشجّعة، خصوصا إذا ما أضفنا إليها نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الولايات الأخيرة التي تشير إلى أن غالبية النساء الأميركيات قد صوتن لباراك أوباما وليس لهيلاري كلنتون، وهو ما يؤكد تراجع حظوة هيلاري “باعتبارها أنثى” لدى النساء الأميركيات اللاتي أكدن في استفتاء آخر أنهن سيلتزمن بقرار الحزب في الانتخابات النهائية بنسبة 89 في المئة.

وعلى الرغم من مستوى التشاؤم هذا حيال مصير الأصوات النسائية الأميركية، فإن نسبة من يعتقدون أن الولايات المتحدة قد تنتخب رئيسا أسود لا تزيد كثيرا، فهي تقدر بـ 59 في المئة من الناخبين البيض، و58 في المئة من الناخبين غير البيض، وهو ما يجعل من دفتي هيلاري (المرأة) وباراك أوباما (الإفريقي الأسود)، متوازنة كما هي نتائجهما في الولايات حتى الآن.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2026 - الأحد 23 مارس 2008م الموافق 15 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً