يصادف اليوم الواحد والعشرون من شهر مارس/ آذار عيد الأم أو عيد «الأسرة» كيلا يزعل الآباء. ومع اختلاف الشعوب وتباين التعبير عن الحب العميق لـ «الأم» في هذا اليوم يتحد الجميع على المشاعر التي يحملها هذا اليوم في كل تفاصيلها. ففي الوقت الذي يرتبط الاحتفال عند المسيح بالكنيسة لكي ينصب على تكريم مريم العذراء، تخصص الهند عشرة أيام متواصلة للاحتفال بهذه المناسبة ويسمى احتفالها «درجا بوجا»، على حين تتجه السويد إلى إعطاء الأمهات إجازة رسمية في هذا اليوم.

وبدورها اليابان تدشن في مثل هذا اليوم معرِضا للصور يرسمها الأطفال بين أعمار 6 إلى 14 سنة ويعرف هذا المعرِض باسم «أمي». ولم تكن الدول العربية هي الأخرى بمعزل عن كل ذلك، إذ إن الكثيرين لا يعلمون أن دولة الكويت هي أول دولة عربية غيرت اسم عيد الأم إلى عيد الأسرة قبل أيام من الغزو العراقي مطلع التسعينات. ومن الخليج إلى بلاد الشام وتحديدا في سورية التي تعمد إلى تدشين مسابقات وسحوبات في هذا اليوم تقدر كل جائزة منها بـ140 ليرة ذهبية.

ومن منطلق فني لعل في هذا اليوم قد تهز مشاعرنا بعض العبارات التي يتفنن أصحاب محلات الورود والحلويات والهدايا بكتابتها لتعبر عن الحب العميق لـ «ست الحبايب» التي جُعِلت الجنة تحت أقدامها. وتأثر فينا تلك الأغنية التي تقول «ست الحبايب يا أغلى من روحي ودمي يا حنينه وكلك طيبه يا ربي يخليكِ يا أمي».

أغنية «ست الحبايب» للفنانة المصرية شادية على رغم إطلاقها منذ سنين طويلة فإن صداها مازال يتردد في كل عام فارضة نفسها على ما غث الساحة الفنية من أغانٍ للأطفال والأم تهز براءة الطفولة وحنان الأمومة، وعلى رأسها أغنية المغنية اللبنانية هيفاء وهبي التي ضربت مبادئ حقوق الطفل عرض الحائط واضعة نصب عينيها الربح والشهرة بصرف النظر عن المضمون الذي قد يهز قيما مجتمعية أسمى من أن تكون سلعة تتم المتاجرة بها.