لحظات التكريم ورد الجميل هي أكثر اللحظات التي ينتظرها أي لاعب خدم وطنه سنوات عدة وقدم الكثير من العطاء لرفعة اسم بلده في المحافل الخارجية سواء مع ناديه أو منتخب بلاده.

واللحظات الوداعية يضعها اللاعب مقياسا لرد الجميل ورد التحية بعد كل تلك السنوات التي عمل فيها بكل جد وتعرض خلال مشواره إلى الكثير من الإصابات، وعانى بعض اللاعبين الأمرّين من المسئولين في عملهم وحرم بعضهم من الترقيات والعلاوات بسبب تأدية واجبهم الوطني مع أنديتهم أو المنتخب من خلال المشركة في المحافل الدولية.

وبعد غد (السبت) ستودع أسرة الكرة الطائرة واحدا ممن قدموا وأعطوا الكثير من وقتهم وجهدهم وكانت له بصمات واضحة في الإنجازات التي حققتها اللعبة خلال السنوات الماضية.

بعد غد سيكون اليوم الأخير للاعب نادي المحرق والمنتخب الوطني للكرة الطائرة محمد جاسم مفتاح الذي عرف واشتهر بعملاق الكرة الطائرة البحرينية لتميزه بالطول الفارع والقوة الجسمانية التي أهلته لأن يكون أحد أعمدة المنتخب الوطني ونادي المحرق الرئيسية، وكان سببا رئيسيا في الإنجازات التي حققها المحرق على المستويين المحلي والخليجي، كما أنه ساهم مع المنتخب البحريني في تحقيق عدد من البطولات الخليجية والعربية.

مفتاح ينتظر اللحظة التي يرد له الجميل فيها بعد السنوات الكثيرة التي أفناها في الملاعب يصول ويجول ويدافع عن كرة الطائرة البحرينية، فهو الآن لا يريد سوى لمسة وفاء من الجماهير والمسئولين تؤكد له أن ما صنعه مع زملائه من إنجازات ومن نتائج مشرفة للكرة الطائرة البحرينية هي محل تقدير الجميع، وأن جهوده التي بذلها في خدمة الوطن تتجلى أمامه بشكل حب جماهيري ودموع آسفة على وداع أحد المبدعين في اللعبة، وتحيات الجماهير التي تتمنى أن يواصل هذا النجم عطاءه في الملاعب بعد اعتزاله وأن يظل قريبا من معشوقته عبر التدريب أو العمل الإداري لكي ينقل خبرته وفنونه إلى الأجيال القادمة.

الحديث عن اللاعب وإنجازاته وعطائه الكبير بالتأكيد سيطول ويحتاج إلى المزيد من السطور، لكن أريد أن أؤكد أن هذا النجم وغيره من النجوم البحرينية في جميع الألعاب الرياضية يجب أن يكرموا التكريم اللائق الذي يتناسب مع عطائهم الطويل في الملاعب، ويجب على الجماهير التي أن تحضر إلى ملعب المباراة لتقديم التحية لمفتاح بطولات المحرق في يوم اعتزاله لكي يبقى هذا اليوم ذكرى للاعب، ويكون مسك الختام لمشواره في ملاعب الكرة الطائرة كلاعب، فالشعب البحريني معروف بأنه شعب يحب رد الجميل ويملك الكثير من الوفاء، ومن المؤكد أن الصالة ستمتلئ عن بكرة أبيها لتحية اللاعب في يوم اعتزاله.