على الرغم من كونه منبعا لا يكاد ينضب يستلهم منه كتاب السيناريوهات للتلفزيون أو السينما على حد السواء، فإنه لا توجد أدلة على صحة ما توصله إلينا الصورة عن هذا التاريخ.
أروع الأعمال الدرامية السورية كانت تلك التي تطرقت إلى حقبات تاريخية معينة أو شخصيات تاريخية، نهلت الدراما كثيرا من التاريخ، ولكن هل ما وصل إلينا هي الحقيقة كما عاشها الأسلاف؟
سؤال قد «يتخامر» بالذهن مع كل عمل درامي وكل فيلم سينمائي، على الرغم من قلة الأعمال السينمائية التي تطرقت إلى فترات أو شخصيات تاريخية، بل إننا لنكاد نجزم أن السينما اختارت منذ سنوات أن تتطرق إلى شخصيات حديثة على غرار الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر أو أنور السادات وغيرهما كثير.
ولكن سواء كانت الفترة التاريخية أو الشخصية المتطرق إليها في العمل الدرامي التلفزي أو السينمائي حديثة أو قديمة فإن النتيجة في الغالب واحدة، تغييب الحقائق!
يرتكز المشرفون على الأعمال التاريخية في تبريرهم ما يمكن تصنيفه تقصيرا أو تشويها للحقائق على مبرر وحيد هو اختلاف الروايات التاريخية التي وردت عن هذه الفترة أو تلك الشخصية وهي لعمري مبررات واهية؛ ذلك أن بعض الروايات تكون ثابتة وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالشخصيات الحديثة.
في وطننا العربي وخلافا لما هو معمول به في الغرب، تنظيف التاريخ واجبٌ وخصوصا إذا ما تعلق الأمر بالشخصيات التي تقدسها هذه الطائفة أو تلك، والأمر لا يقتصر على الشخصيات الدينية وإنما ينسحب كذلك على الشخصيات السياسية.
فالكثيرون يؤمنون بضرورة تخليص التاريخ من كل شائبة وبالنتيجة التاريخ لا يحتمل غير الأشراف أشباه الملائكة!
العدد 2022 - الأربعاء 19 مارس 2008م الموافق 11 ربيع الاول 1429هـ