عشرات التصريحات لمسئولي «الداخلية» عن «شرطة المجتمع» كانت تؤكد أن أهم أهداف المشروع خلق صداقة بين المواطن ورجال الأمن، لتعيش الشرطة داخل المجتمع، و«تبادر بالتحرك نحو الحوادث المتوقعة أمنيا وليس الانتظار والتصرف بردود الفعل». ولا ينُكَر ما أنجزه المشروع خلال 3 أعوام في تحسين العلاقة على عدة صعد، إلا الصعيد الأهم وهو (أمن المسيرات) فإنه شهد غيابا واضحا لهادفية المشروع وبقيت عقلية «الشغب» العشوائية هي لغة التفاهم.

الوزارة تعلم جيدا حجم الموازنة التي استهلكها المشروع، ومدى الدعم الشعبي الذي لقيه طمعا في تجاوز منعطفات الاحتقان المتكررة، وخصوصا بعد سنوات القطيعة بسبب أزمة التسعينات، ومن غير الصحيح أبدا التفريط بهذه الجهود لحظة الحاجة الحقيقية إليها. لابد أن الداخلية وهي بصدد التخطيط كانت تتوقع تزايد الاعتصامات بسبب تصاعد وتيرة المطالب الشعبية، سواء اقتنعت الوزارة بمبرراتها أم لا، وهذا بدوره يتطلب تفعيل دور «شرطة المجتمع»، وتجريب أدواتها في تهدئة الأمور والحفاظ على الأمن بأساليب أخوية في المراحل الأولى على الأقل، من دون التلويح بناقلات «الشغب» وإغراق البيوت بمسيلات الدموع ثم مطالبة أصحابها بصداقة حميمة مع الشرطة.

احتفلت البحرين أمس بيوم الشراكة المجتمعية عبر عدة فعاليات، كلها لن تنفع إذا ما سحقتها أساليب «الشغب» الاستفزازية القديمة التي أطالت عمر الانتفاضة آنذاك بدلا من احتوائها.