أثبتت السواعد والقبضات البحرينية قوتها وقدراتها على الوصول إلى أبعد ما يمكن بعد أن تأهل فريقا الأهلي (حامل اللقب) والنجمة إلى الدور نصف النهائي من البطولة الخليجية الثامنة والعشرين للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد التي تستضيفها حاليا جدة السعودية، بعد الأداء الجدي في مباريات الدور التمهيدي بغض النظر عن الخسارتين اللتين تلقتهما كرة اليد البحرينية الممثلة في هذه البطولة بفريقين من قبل النجمة والأهلي عندما خسرا من الأهلي والوحدة السعوديين ولذلك أسبابه ومسبباته.
لقد برهنت كرة اليد البحرينية أنها «ولاّدة» وقادرة على مواصلة الإنجازات طوال السنوات، على عكس من يستند على الحكام وممثليه في اللجان التنظيمية ويحقق البطولات عبر الاجتماعات التي تدار تحت الطاولة، هذا ما حدث في مباراة الأهلي والسالمية الكويتي التي كانت بمثابة لقاء بين فريق ومنتخب، أقصد بين الأهلي وفريق كويتي مدجج بغالبية لاعبي المنتخب الكويتي الذين شاركوا في المهزلة التي تسببت بخروجنا من البطولة الآسيوية للمنتخبات التي انتهت الشهر الماضي في أصفهان الإيرانية.
رأينا كيف لعب الأهلي بقتالية واضحة في مواجهة رؤؤس المهزلة الكويتية في إيران، والذين لم يكونوا قادرين على إيقاف العنفوان البحريني الذي لم يعتمد إلا على حارس فقط من خارج البحرين، وصحيح أنه يعد بمثابة أكثر من نصف الفريق، إلا أنه لن يستطيع القيام بأي شيء إذا ما كان اللاعبون بالداخل غير قادرين على فعل شيء لمساعدة الحارس في التألق.
مباراة الأهلي والسالمية كانت بحق مباراة حملت شعار دولة بأكبرها كانت تشاهد المباراة وهى تطمح في أخذ الحق على أرضية الملعب من دون اللجوء إلى ما يُحاك في الخلف، مباراة أسعدت البحرين قاطبة بعد الفوز السعيد الذي «أغرق» الكويت وممثله السالمية في مياه البحر الأحمر؛ ليأتي هذا الفوز ليبرهن للجميع وأولهم الكويتيون بأنهم غير قادرين على هزيمة البحرين إلا من وراء الستار.
أليس من الغريب أنْ تخرج الفرق الكويتية من دون أن تحقق بطولات وألقاب في البطولات الخليجية وهي التي تتزعم ألقاب البطولات الآسيوية، على رغم أنها تشارك في كل مرة في هذه البطولات بفريق مدعم جيدا من الأندية الكويتية، وهذه ربما سمة جيّدة يجب أن تتعلمها الأندية البحرينية التي لا نلاحظ فيها أيّ تعاون وثيق في تبادل اللاعبين، - على أقل التقادير في كرة اليد - إلا أنها لا تعدو كونها فريق عادي بحارسه ولاعب دائرته وهدافه وغيره من اللاعبين.
ليتعلم الكويتيون الذين يرأسون اللجنة الفنية المتزعمة للاتحاد الآسيوي لكرة اليد أنّ كرة اليد الجميلة هي التي تلعب حاليا في ضيافة الأهلي السعودي، فالبطولة تدار في الملعب وليس في الغرف أو الاجتماعات السرية آخر الليل.
يوما بعد يوم تبرهن كرة اليد البحرينية أنها بخير وأنها قادرة على مقارعة أبطال آسيا إذا ما كانت اللعبة تدار بشكل سليم، وحتى لو لم تتمكن من الفوز بهذا اللقب فإنها على أقل التقادير وصلت إلى مرحلة لم يتوقع الكثير أن يصل إليها من لم يذهب لمعسكرات خارجية، أو من يشتري لاعبين محترفين، إلا أنه في النهاية تمكنت البحرين من الحفاظ على سمعتها كأقوى الدول الخليجية في كرة اليد ووصلت للنهائي هذه المرة أيضا، بانتظار ما ستسفر عنه المباراة النهائية التي ستكون قوية من دون شك.
النصر في مسئولية خليجية
في الطرف الآخر، لن يكون النصر بدأ من يوم السبت المقبل في نزهة، بل سيكون تحت مسئولية إعادة البطولة لمكانها الصح وهي البحرين، وخصوصا بعد المعسكر التركي الذي خاضه الفريق حديثا وتمكنه من استقطاب أفضل اللاعبين في الفرق المحلية، وكل ذلك من أجل تحقيق البطولة التي تحتضنها البحرين، وهي سمة عرفها الجميع من ْ تظل الكأس الخليجية في الجفير حتى البطولة المقبلة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2021 - الثلثاء 18 مارس 2008م الموافق 10 ربيع الاول 1429هـ