العدد 2021 - الثلثاء 18 مارس 2008م الموافق 10 ربيع الاول 1429هـ

أوباما الفقير والملكة هيلاري

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لم يُنصِب الأميركيون المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون ملكة، لكنها تمتلك من الصفات والخصال ما يجعلها مؤهلة لأن تكون متهمة بالسعي لأن تكون «ملكة» لا رئيسة وفق المزاج الشعبي هناك، وخلاف أن بعض أنصار أوباما يصرون على رفع ملابسهم الداخلية جوار عبارة «اغسلي ملابسي» في الصفوف الخلفية داخل مهرجاناتها الخطابية، وهو ما أبكى الملكة المرشحة ذات مرة، فإن منافسها على المقعد الديمقراطي باراك أوباما نفسه، لا يكف عن تحذير الأميركيين المرة بعد الأخرى، من أنهم في حال انتخبوها رئيسة للولايات المتحدة فإنهم يؤسسون لتداولية سلطة ملكية بين آل كلنتون وآل بوش. وهو بتوصيف أوباما، «ما لا يليق بأميركا أو الأميركيين».

لم تنجح أسرة الرئيس السابق «كنيدي» - وهو ديمقراطي أيضا - في تأسيس طبقة ملكية، لكنها على الأقل، أوجدت مخيالا أميركيا لتصور أسرة أميركية بمواصفات ملكية. وعلى رغم محاولات تجار النفط في تكساس من عائلة آل بوش دخول الرهان بالابن بعد الأب، إلا أن العنصر النسائي في عائلة آل بوش لم يفِ بالغرض ولم يكن مقنعا البتة.

كان ولايزال باراك أوباما الذي لايزال يتقدم على هيلاري في أعداد المصوتين داخل الحزب في انتظار نتائج الولايات المتبقية، يسعى إلى تأسيس قاعدة عامة قوامها أن الفقير أوباما يقاوم هيلاري الملكة، وهو ما يتطلب من الأميركيين، نصرة الفقير على الملكة، وهو أيضا، ما يجب أن يتلاءم والمزاج الأميركي الذي يبدو في المطلق غير ميال لخلق عائلات ملكية على تلك الأرض أسسها الآباء هربا من الملكيات.

على الأرض، تبدو معادلة الفقير والملكة صحيحة وفق تصنيفات التبرعات للحملات الانتخابية، فقبالة دعم الشركات الكبرى لهيلاري يتميز الحساب البنكي لأوباما بأنه الأكثر استقبالا للتبرعات الفردية من المواطنين الأميركيين، وهو ما يعزز صفوف المرشح الفقير، الذي يراهن على ما يبدو بأن يكون نجادا أميركيا جديدا.

أوباما ليس فقيرا، وليس مسلما، - وأقول ليس مسلما لأن أحد المواقع الإخبارية العربية المشهورة لايزال يحتفظ في أرشيفه بعنوان «أوباما المسلم يترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية»! - وليس مرشحا باسم الفقراء الأميركيين خصوصا، لكن هذا الشاب الفصيح والمتحدث اللبق - يسميه الأميركيون بريغن الجديد - استطاع بفضل مهاراته وطاقمه الانتخابي أن يعطي للأميركيين الفرصة ولو لمرة واحدة، في الثقة بأن رجلا أسودَ قد يكون رئيسا للولايات المتحدة.

سواء استطاع الفقير المرور من المحطة المقبلة أم تعثر، وسواء اجتاز العملاق «ماكين» أم سقط، فإن التاريخ الأميركي سيذكر هذا المرشح، وسيتذكر مفردة «التغيير» أكثر. وسيكون حينها لهيلاري أن تسعد لبدء مرحلة جديدة في أميركا، وسيكون على آل بوش، البحث عن وريثة جديدة.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2021 - الثلثاء 18 مارس 2008م الموافق 10 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً