يبدو أننا في البحرين لم نفكر يوما أن موجة الاحتراف والتطوير ستمر فوق بلادنا، وبالتالي ظلت أحوالنا الرياضية كما هي عليه منذ سنوات طويلة، بل إن وضع أنديتنا ومسابقاتنا الكروية يسير نحو الانحدار الخطير من موسم لآخر!

لن نذهب للمقارنة مع بلدان الاحتراف الحقيقي والاستثمار الجاري في اليابان وكوريا والصين، بل إن الوضع يفرض علينا أهمية تغيير وتطوير واقعنا الكروي المحلي سواء شئنا أم أبينا، وحتى الدول الخليجية المجاورة وجدت مخرجا لأنديتها بما يتناسب مع وضعيتها وظروفها، لذلك فإنه يجب علينا إيجاد مخرج للتعامل مع الوضع الجديد الذي طرق أبوابنا من دون أن نعلم بعدما قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فرض الاحترافية على بطولاته للأندية، بل لا نخشى أن يأتي يوم يقرر فيه الاتحاد الآسيوي فرض الاحتراف على كأس الأمم الآسيوية وحينها ماذا نحن فاعلون؟!

المشكلة والغرابة التي نراها لدينا أن الكثيرين يرون أن المسألة تتعلق بمشاركة المحرق في دوري المحترفين الآسيوي، ومدى تطابق الشروط الاحترافية عليه بصفته بطلا لكأس الاتحاد الآسيوي الأخيرة، وبالتالي فإن الحديث لدى المسئولين وبقية الأندية يدور بهدوء وسلبية ولسان الحال يقول «مالنا والدخول بين المحترفين» في ظل النظرة المحلية المغلقة و«مد القدمين على قد اللحاف»!

خلال مقابلة الملك المفدى لفريق المحرق أعطى توجيهاته إلى المسئولين المعنيين بالاتجاه إلى الرؤية الاحترافية الآسيوية، وحينها تفاءلنا خيرا بأن ذلك سيعطي قوة دفع لكننا حتى الآن لم نرَ ترجمة لذلك على أرض الواقع عدا تحركات واجتهادات من مسئولي نادي المحرق.

أعتقد أنه حان الأوان لنخرج إلى آفاق أوسع، وان النقلة الاحترافية التي تناسب إمكاناتنا يجب أن تحظى برعاية ودعم القيادة العليا وخصوصا بعد التوجيه الملكي، ومرورا بالجهات المعنية المتمثلة في المجلس الأعلى للشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة واتحاد الكرة، وجميع تلك الجهات إذا ما أعدت استراتيجية جادة وواضحة وفاعلة فمن الممكن أن تتفاعل معها أطراف القطاع الخاص ومن ثم تحفيزه للدخول في الاستثمار الرياضي وإدخال طابع من نظام الخصخصة على واقعنا الرياضي وان كانت البداية من كرة القدم، وخصوصا أن البحرين أدخلت الخصخصة في الكثير من المجالات الحكومية.

إن المشوار ليس سهلا لكنه يبحث عن الخطوة الأولى والتي تحتاج إلى قرار من القيادة العليا في ظل ظروفنا وواقعنا الرياضي الصعب، وإلا فلن يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم