غدا (الأربعاء) ينطلق المربع الذهبي لدوري السلة بإقامة المباراة الأولى التي تجمع بين المتصدر فريق المنامة وصاحب المركز الرابع فريق سترة، وذلك في مباراة الذهاب من المربع، إذ سيلتقي الفريقان مجددا في 29 مارس/ آذار الجاري.
كما يلتقي الأهلي مع المحرق في مباراة المربع الأخرى، ويتأهل للنهائي الفريق الذي يسبق منافسه للفوز في مباراتين من أصل 3 مباريات.
مباريات المربع الذهبي لدوري السلة هي الأكثر حضورا جماهيريا على المستوى المحلي، كما أن دوري السلة ومن دون مبالغة يعتبر أقوى الدوريات المحلية من حيث شدة المنافسة والمتعة الرياضية ووجود أكثر من فريق منافس على اللقب.
ومن المتوقع أن تمتلئ مدرجات صالة اتحاد السلة في أم الحصم بالجماهير العاشقة للفرق الأربعة وبمتتبعي دوري السلة البحريني، حتى أن الاتحاد البحريني لكرة السلة وبإجراء استباقي رفع سعر تذكرة الدخول للجماهير من 200 فلس إلى دينار واحد أي بزيادة 5 أضعاف، كما ألغى التذاكر المخصصة لدخول المنصة وحولها للبيع بقيمة 3 دنانير للتذكرة، وكل ذلك من أجل محاولة تقليل الزحف الجماهيري والعمل على السيطرة على الوضع.
كل هذه الإجراءات لن تقلل بالتأكيد من تدفق الجماهير على رغم نقل المباراة تلفزيونيا؛ لأن جماهير السلة عاشقة لفرقها وللعبة السلة وتحرص على الحضور منذ وقت مبكر لبدء المباراة وتستمر في التشجيع من دون توقف حتى النهاية.
الفرق الأربعة التي وصلت إلى المربع تتميز بجماهيرها الكبيرة والمتحمسة والتي قد تخرج بفعل الحماس عن النص في بعض أو كثير من الأحيان، ولعل ما حدث في مباراة الأهلي والمنامة الأخيرة يبعث بنذر سيئة إلى المربع الذهبي قبل انطلاقه.
في نهائي الموسم الماضي نظم اتحاد السلة المباراة الأولى من النهائي من دون أي رجل أمن، وذلك بتعاون من الناديين المنامة والأهلي حينها ولثقة الاتحاد على ما يبدو في عقلية الجماهير وتحملها للمسئولية، غير أنه صدم بما حدث تماما كما صدمنا نحن، إذ اقتحمت جماهير المنامة الملعب ووصلت إلى حجر ملابس اللاعبين وكادت تحدث كارثة لولا أن ستر الله.
وبغض النظر عن المتسبب في هذه الحوادث أو من استفز الجماهير إلا أن كل ذلك لا يبرر ما حدث، كما حصل في مباراة الأهلي والمنامة الأخيرة التي استمر فيها مسلسل العداء المستمر بين جماهير المنامة ولاعب الأهلي أحمد مال الله بأسلوب «مقزز» آن له أن يتوقف، إذ لا يمكن أن يستمر الوضع بين الطرفين إلى ما لا نهاية وعلى مر كل هذه السنين التي ربما تغير فيها جيل من اللاعبين والجماهير التي توارثت العداء والهتافات نفسها!.
في اعتقادي ان كل الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الاتحاد لن تكون كفيلة بالسيطرة على الوضع تماما؛ لأن مثل هذه الأمور لا تتم بالقوة أو بالعقوبات وإنما هي نابعة من الأفراد ومن احترامهم لأنفسهم؛ لأن من يقوم بتصرفات لا يقبلها العقل أو المنطق أو الدين هو بالأساس لا يحترم نفسه ويعكس صورة غير إيجابية تماما عن مستوى تفكيره وأخلاقه، فالجماهير مطالبة بعكس صورة أكثر حضارية في المربع الذهبي من قبل جميع الفرق لتكون المنافسات ممتعة ومثيرة وحماسية ولكن بأخلاق رياضية عالية.
في أوروبا تشدد الاتحادات الرياضية هناك على أي هتافات أو شعارات عنصرية من قبل الجماهير، إذ إن هتافات مثل «زنجي» أو «أسود» قد تقود إلى المحكمة وقد تتسبب في عقوبات تصل إلى منع الفريق من اللعب على ملعبه ومنع الجماهير من الدخول تماما، حتى أن بعض اللاعبين وبمجرد تعرضهم لأي هتافات عنصرية يرفضون اللعب ويخرجون من الملعب، وهذا ما حدث لمهاجم برشلونة الكاميروني إيتو في إحدى مباريات فريقه في الدوري الإسباني والتي قابلها الاتحاد الإسباني بعقوبات رادعة وقوية.
في أوروبا عندما يقومون بمثل هذه الهتافات العنصرية فالعتب أخف عليهم من أن تقوم جماهيرنا بهتافات ليست عنصرية فقط وإنما غير أخلاقية وغير سوية وتصدر من أناس يتبعون دينا عظيما مثل الإسلام يقول رسوله محمد (ص): «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
والإمام علي (ع) يقول: «ما وسعتم الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم»، لأن كل أموال الدنيا لا يمكن أن تكسب القلوب بقدر ما تكسبها أخلاق الإنسان وحسن سيرته.
ما نرجوه من الجميع أن يكونوا على قدر المسئولية وأن يعكسوا احترامهم لأنفسهم من خلال هتافاتهم، وهذا ينطبق على جميع الجماهير وليس جماهير معينة فقط، وعلى اللاعبين البعد عن استفزاز الجماهير بأية حركة أو قول، ومع ذلك نحن نطمح في تشجيع حماسي وقوي يضفي على المباريات إثارة كبيرة من دون أن يتضمن إساءة لأحد أو تجريحا في الآخرين بشكل يحرج الجميع، وفي النهاية الفوز والخسارة شرط الرياضة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2020 - الإثنين 17 مارس 2008م الموافق 09 ربيع الاول 1429هـ