هي وحدها المحرق، ومصلحة المحرق التي تجمعنا نحن المحرقيين، ولو على حساب مصالحنا الخاصة. هي وحدها المحرق التي تصهر في بوتقتها الطيبة جميع الطوائف والأعراق والتوجهات السياسية والاجتماعية. فحتى من يأتي من أرض بعيدة، وبعد استقراره لبرهة من الزمن في المحرق يشعر بأنه واحد من أبنائها الأصليين. فالمحرق لا تفرّق بين أبنائها. جميعهم سواسية ينهلون من فيض حنانها وعطفها. قد لا يدرك كلامي هذا أي إنسان يعيش خارج المحرق، وحدهم (فقط) المحرقيون يدركون معنى أن يكون المرء محرقاويا.
الآن، وبعد أن حسم مجلس المحرق البلدي مسألة إقامة مجمع تجاري بأرض نادي المحرق، وبعد أن تم توقيع الاتفاق المبدئي لذلك بين الأطراف ذات الصلة، سواء الشيخ أحمد بن علي آل خليفة بصفته رئيسا للنادي أو رئيس المجلس والأعضاء (عضو الدائرة) بصفتهم أطرافا عن البلدية، فإن الأمر المطلوب الآن هو الالتفات إلى تنمية جميع المنشآت وتطويرها وسرعة إنجاز هذا المشروع الحيوي، إضافة إلى إقامة مشروع ممشى عراد. والمطلوب أيضا من رئيس بلدي المحرق محمد حمادة المعروف عنه حيويته ونشاطه غير المحدودين، وبابه المفتوح دائما، أن يتحرك ناحية جلب مستثمرين جدد للاستثمار في إعادة بناء المنطقة القديمة من المحرق، تلك المنطقة المنسية التي تماثل قدم العصور الحجرية.
رسالتي هنا لحماده أن يكون كما عهدناه دائما جريئا في طرح مسألة تطوير المحرق القديمة، وجلب المستثمرين لإعادة تخطيطها وبنائها. وأنا أقولها بملء فمي: إن لم يحصل ذلك في عهد حماده فلن يحدث أبدا. وليبدأ فهو وحده الجدير بتحريك هذا الملف الشائك والكبير. ولن يعدم «بوجاسم» حيله في جلب مستثمرين لتعمير تلك المنطقة من المحرق.
ورسالتي هنا للإخوة في اللجنة الشعبية لميدان قلعة عراد بأن يتقدموا خطوة للأمام ويطووا صفحة الخلافات الماضية التي نشأت جراء خلاف في الرأي. وهذا ما يميز أهل المحرق في التصرف بخلافاتهم الماضية، إذ في كل أمر يكون هناك شد وجذب واختلاف في الآراء، ولكن في النهاية إن تم الاتفاق بين أصحاب الشأن على أمر فإن الآخرين يشدون من عضدهم ويأيدونهم ويدعمون اتفاقهم.
قد أكون مفرطا في التفاؤل إن قلت: إني أتمنى من كل قلبي أن يستجيب الإخوة في اللجنة الشعبية لميدان قلعة عراد لنداء المحرقيين ويلتحموا بإخوتهم بمجلس المحرق البلدي. وذلك ليس عصيا على هؤلاء الإخوة إذ هم ليسوا أقل وطنية أو محرقاوية من الآخرين. وكل ما مضى من أمر فإنه اختلاف في وجهات النظر، وانتهى الآن، وعلينا طي صفحة الخلاف والبدء بصفحة جديدة من أجل الأجيال القادمة. فالمحرق تنتخي رجالاتها في كثير من المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وعلينا الاستجابة للمحرق لما لها من «جمايل» لا تقدر بثمن. وبما أن «لمحرق غير» - كما نقول دائما - فإن أبناءها أيضا يجب أن يكونوا غير!
«عطني إذنك»...
يوما بعد آخر، تؤكد هذه الجزيرة (المحرق) أنها ولاّدة. فرجال يخلفهم رجالا يخلفهم رجال، جيلا بعد جيل. ولعل ما كان لافتا هو ما دشنه الإخوة في اللجنة الأهلية للدائرة الخامسة بالمحرق. هؤلاء الإخوة قاموا بجهود مشكورة ومقدرة عاليا أثناء زيارة وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب. وهذه اللجنة تستحق كل الشكر والتقدير، وهي لجنة نموذجية يحتذى بعملها على الصعيد الأهلي، وعلى التنظيمات السياسية الاستفادة من هذا النسق الجديد والمبدع في العمل السياسي الجماهيري.
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 2020 - الإثنين 17 مارس 2008م الموافق 09 ربيع الاول 1429هـ