العدد 2020 - الإثنين 17 مارس 2008م الموافق 09 ربيع الاول 1429هـ

الأمراض الجنسية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قدرت دراسة أميركية، نقل ملخصا لها موقع هيئة الإذاعة البريطانية، «أن فتاة من بين أربع في الولايات المتحدة مصابة بأحد الأمراض التي تنتقل عبر ممارسة الجنس». ووجدت الدراسة ، التي أنجزتها المراكز الفدرالية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، «أن معدلات الإصابة بهذا الصنف من الأمراض المعدية مرتفعة وخصوصا لدى الفتيات السود». وكانت دراسة أخرى قامت بها الأمم المتحدة قد توصلت إلى أن حوالي 40 مليون شخص في العالم مصابون بالأيدز أو يحملون الفيروس، ومعظم الوفيات الناتجة عن المرض تحدث في إفريقيا.

ليس أمرا مستغربا أن تنتشر مثل هذه الأمراض في مجتمع مثل المجتمع الأميركي، يؤكد ذلك مطالبة الرئيس الأميركي جورج بوش من الكونغرس منحه 30 مليار دولار على مدى خمسة أعوام لمكافحة مرض فقدان المناعة المكتسب (الأيدز). وأعتبر بوش أن ذلك من شأنه أن يضاعف مدى التزام بلاده حاليا لمكافحة المرض، إضافة إلى توفير العلاج لحوالي 2,5 مليون شخص. كما رأى أن ذلك سيسهم في منع انتشار المرض إلى أكثر من 12 مليون شخص إضافي. وكانت (واشنطن) قد أقرت مساعدات بقيمة 15 مليار دولار على مدى خمسة أعوام العام 2003 لغرض مكافحة الأيدز. واشترط الكونغرس حينها أن يخصص جزء من المبلغ لبرامج تشجع الامتناع عن ممارسة الجنس قبل الزواج. ولربما حاولت الإدارة الأميركية أن توحي بأن هذه المساندة هي في إطار حملة عالمية لمكافحة هذا المرض، لكنها في حقيقة الأمر كانت تحاول الحد من إنتشاره داخل حدودها في نطاق سكانها الأصليين أو من جراء انتقاله لها غبر المهاجرين والسواح الذين يفدون عليها.

لكن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تعاني من مثل هذه الأمراض، وإن كانت هي من بين أكثر الدول شفافية في نشر الإحصاءات المحلية بشأنه. إذ غالبا ما تواجه حملات القضاء على مثل تلك الأمراض محاولات الكثير من الدول إخفاء الحقائق بشأن إنتشارها في صفوف مواطنيها. ففي منطقة الشرق الأوسط بلغ العدد التقديري للمصابين بالإيدز فيها، حسب مقالة نشرتها صحيفة «السفير» اللبنانية للكاتبة زينب غصن، «380 ألف مصاب في العام 2007. ويقدر عدد الإصابات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا التي ننتمي إليها بـ 35 ألف إصابة سنويا، أما الوفيات الناتجة عن المرض فتبلغ 25 ألف وفاة سنويا».

على نحو مواز جاء في ورقة بحثية قدمتها مستشارة صندوق الأمم المتحدة للسكان الفريق التقني لدعم البلدان، أليسار راضي أنه في المنطقة العربية «تشير المعطيات الوبائية لدى برامج مكافحة الأيدز أن متوسط عمر المصابين يقع بين (25 - 35 سنة) وأن معظم الإصابات حصلت عبر العلاقات الجنسية. إذا اخذنا بعين الإعتبار طريقة انتقال وتطور مرض الأيدز لدى المصابين يمكننا أن نستنتج أن نسبة كبيرة من هذه الإصابات حصلت خلال فترة المراهقة بسبب ممارسة علاقة جنس غير مأمونة».

وترجع الورقة أسباب ذلك إلى عوامل متعددة «مثل: البطالة ، حالات ما بعد الحرب والعولمة» إضافة إلى أن «تعاطي المخدرات يزداد بين فئة الشباب / المراهقين في بعض البلدان في المنطقة، ما يزيد من احتمال تفشي تجارة الجنس وانتشار الأمراض المنقولة جنسيا لدى هذه الشريحة من المجتمع».

وتورد الورقة بعض الأرقام بشأن البطالة التي بلغت نسبتها لدى فئة الشباب في بعض البلدان معدلا ملفتا. فهي «في لبنان سجلت لدى الفئة العمرية 18-21 سنة، معدل 15,2 في المئة ... وفي المغرب، بلغ لدى الفئة العمرية 15-19 سنة حوالي 24,8 في المئة ... و في البحرين يعترف المسئولون أن البطالة و ما يتأتى عنها من مشكلات نفسية لدى هده الفئة باتت أمرا «بجب التعامل معه» أما في سلطنة عمان فمن المتوقع أن تتفاقم مشكلة البطالة لدى الشباب خلال العقدين المقبلين، وخصوصا بسبب التغييرات الديموغرافية».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2020 - الإثنين 17 مارس 2008م الموافق 09 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً