مازال الغموض يلفّ اختفاء البحرينيين الثمانية في أحد سجون الرياض لمدة تجاوزت الأسبوعين، غموض بدأ بالأسباب الحقيقية عن اختفائهم ومن ثم أسباب احتجازهم، وصولا إلى مكانهم والتهم الموجهة إليهم والخوف أن يستمر هذا الغموض ليلف يوم إطلاق سراحهم، في الوقت الذي مازالت وزارة الخارجية تؤكد أنها تعمل على عودتهم سالمين في أقرب وقت ممكن، وعبثا تحاول طمأنة الأهالي بتصريحات مقتضبة بين الحين والآخر بيد أن عملها مازال هو الآخر يلفّه بعض الغموض وكثيرٌ من الصّمت، ومع طرق كل باب ورنة كل هاتف تجدد أمل أهاليهم لقضاء عيد أسرة سعيد والذي يوافق يوم الجمعة المقبل.

قد تكون هذه القضية ليست بالسابقة من نوعها ولا تعد الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة في حال استمر التعاطي مع هذه النوعية من القضايا بالآلية نفسها التي تحبو.

ويبدو أن الجميع وأولهم أهالي المحتجزين لم يعودوا يعولون كثيرا على وزارة الخارجية، كما يبدو أن كل قرار لحلحلة الملفات العالقة لا بد أن يصدر من رأس القيادة لنشهد نتيجة إيجابية وسريعة.

ولعل المراقب لوضع منطقة الخليج يتلمّس كثيرا من الشعارات والمبادئ والهتافات التي تؤكد وحدة المنطقة واتساقها في التاريخ والعادات والتقاليد والأعراف واللهجة وحتى الملامح، في الوقت الذي يهز كل ذلك عدم القدرة على حل لغز اختفاء الثمانية على أراضي دولة شقيقة.