النتيجتان الايجابيتان اللتان حققهما المحرق والنجمة في أول مشوارهما الآسيوي أعطتهما الدافع المعنوي الأقوى لخوض المباراة الثانية في المسابقة نفسها على طريق التأهل إلى الدور الثاني.
المحرق الذي يعد العدة هذه المرة لتحقيق انجاز غير مسبوق في البحرين من المؤكد سيلاقي الصعوبة البالغة في محطاته في المسابقة الآسيوية، ولذلك على أبناء الأحمر أن يدركوا ويعوا الأمر جيدا حتى لا تكون ردود الفعل سلبية وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على النتائج وهذا ما لا نريده بتاتا. الكل يعلم أن المحرق يعيش حاليا أفضل حالاته من كل النواحي بدءا بالاستقرار الإداري والفني وحتى اللاعبين الذين هم مع بعضهم بعضا لأكثر من موسم، ما يعني أنهم حفظوا بعضهم بعضا وبالتالي عليهم أن يستثمروا هذا الوضع لصالحهم والا يتركوا المنافس يباغتهم كما فعل صور ومن ثم يوقع نفسه في الحرج.
الأحمر سيلعب مباراة الغد خارج أرضه، ولكن نحن نعلم أنه يمتلك الخبرة في مثل هذه المواقع، والعام قبل الماضي يشهد على ذلك عندما هزم بطل لبنان في عقر داره، وهذا الأمر يعطيه الأحقية في أن يتوجه إلى المنافس باحثا عن النقاط الثلاث، ولا يجوز لمن يفكر في البطولة أن يلعب للتعادل على أساس أنه يلعب خارج الأرض، وعليه أن يستفيد من سقوط الأنصار في أول مباراة له أمام بطل الهند، وبالتالي يستطيع أن يسقطه مرة أخرى ويرتفع لمنصة الصدارة، ونحن على ثقة تامة أن المحرق سيستفيد من هذه العوامل مضافة إليها العوامل المذكورة في بداية المقال من الاستقرار الفني والإداري وانسجام اللاعبين فيما بينهم وخسارة الأنصار في أول مباراة ودخول البطولة بأنفاسها لانجاز فريد، ونحن بانتظار عودة ملك الكرة في البحرين إلى عرينه بالنقاط الثلاث بإذن الله.
أما النجمة الذي ذهب إلى عمان وسط الكثير من الصعوبات الكبيرة في غياب 9 لاعبين من الأساسيين وإشراك 4 من الوجوه الشابة ولأول مرة تلعب في الفريق الأول ولكن على المستوى الآسيوي، فهذا الوضع يحتاج إلى تهيئة نفسية فريدة تعطي الفريق الثقة في النفس، وعلى رغم هذه الصعوبات فإن النجمة حقق ما كان يريده وخطف نقطة ثمينة خارج أرضه وفي ملعب خانق وجاف وأرضيته غير سوية بحسب ما قاله اللاعبون عنه، ولكن النجمة بمدربهم كريسو استطاعوا أن يتفوقوا على تلك الصعاب ويتجاوزوها بإيجابية وبنقطة الرضا. ولكن مباراة الغد أمام بطل الأردن تحتاج إلى تهيئة نفسية مغايرة من الأولى وخصوصا أنها تلعب في البحرين، وبالتالي يحتاج الفريق إلى التسلح بالروح القتالية أولا ومن ثم قراءة الفريق الآخر، وخصوصا أن المحلل الفني «بالدارت فش» محمود فخرو قد شاهد مباراة الفريق الأردني مع الفيصلي وقام بتسجيلها وتحليلها بالدارت فش، ما يعطي كريسو القدرة على قراءة الفريق الأردني ومعرفة مواطن القوة والضعف فيه وتوظيف ما لديه من قدرة بشرية لصالح الفريق. وعلى كريسو أن يضع طريقة اللعب التي تقوده إلى الفوز من دون رتوش تشوش على وضعية الفريق والابتعاد عن الدفاع المطلق مع التمسك بالحذر في بداية المباراة، ولابد من إيجاد مفاتيح اللعب في صناعة الكرات الخطرة والتهديف واستثمار الروح المعنوية لصالح الفريق. نحن نعلم أن الفريق مازال يعاني، ولكن من المؤكد النقطة التي حصل عليها في عمان ستكون الدافع المعنوي للقاء الغد، ونتمنى فيه حضورا جماهيريا مقبولا يتقدمهم أبناء النجمة ونأمل أن يواصل النجمة مسيرته نحو الصدارة ورفع حظوظه بالتأهل، وان يكون الالتفاف الإداري للفريق واضحا، ونحن بانتظار النقاط الثلاث لممثل البحرين في هذه البطولة إلى جانب المحرق.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2019 - الأحد 16 مارس 2008م الموافق 08 ربيع الاول 1429هـ