العدد 2019 - الأحد 16 مارس 2008م الموافق 08 ربيع الاول 1429هـ

الأميركيون والتصويت الإلكتروني

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لن تزيد نسبة الولايات التي ستعتمد نظام التصويت الإلكتروني في الولايات الأميركية خلال الانتخابات الرئاسية القادمة أكثر من 25 في المئة في أعلى التقديرات. ويؤكد الخبير في النظم الانتخابية ومدير الشركة التي تقدم آليات التصويت لجميع الولايات السيد كمبل برايس أنّ قابلية الأميركيين للثقة بنظام التصويت الإلكتروني متدنية، ولا يتوقع لها أن ترتفع.

وطبقا لنظام الإنتخابات الأميركية فإن لكل مقاطعة داخل أيّ ولاية أنْ تختار طريقة التصويت التي ترغب بها، ورغم جاهزية الولايات كافة لاعتماد أسلوب التصويت الإلكتروني في جميع الولايات على الأغلب، فإن الأميركيين لا يميلون لقبول هذا الإجراء تشكيكا بمدى مصداقيته وخوفا من التلاعب بالنتائج، وهو ما لم ينفه السيد برايس نفسه لي حين قابلته في واشنطن أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

الأكثر من ذلك، هو أنّ بعض الولايات الأميركية لاتزال تعتمد أحد أقدم الأساليب في عملية التصويت، وهو أسلوب “الكوكس”، ويعتمد هذا الأسلوب على اجتماع الأفراد المسجلين في كل “حي” من أحياء المدينة في مدرسة أو نادي رياضي أو كنيسة، ويقوم ناخبو الحي مجتمعين بانتخاب “كابتن” مهمته الإشراف على العملية الانتخابية داخل الحي، وبطريقة جد بدائية ينتهي الاقتراع في الحي بإصدار وثيقة تحتوي على النتيجة النهائية وأسم المرشح الذي يرغب أفراد الحي في ترشيحه لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية. ورغم قدم هذه التجربة وبدائيتها إلا أنها في المحصلة تعطي انطباعا فريدا من نوعه، إذ غالبا ما يتم حصر الأصوات في الورقة الختامية لنتيجة التصويت في الحي عبر كل ناخب على حدا،ويستطيع الناخب أنْ يسجّل تصويته في الورقة الختامية بخط يده، وهو ما يجعل من المرشح الأميركي محتاجا لتمديد برنامجه الانتخابي في بعض الولايات ليطال بيوت الأميركيين بيتا بيتا.

يؤكّد سيدني أرونو، وهو مدير حملات انتخابية في مدينة نيو أورينز، أنّ المرشح الذي يسعى للنجاح في أي انتخابات أميركية لا بد وأن يكون قد اتصل شخصيا مع الناخب الأميركي لأربعة وثلاثين مرة على الأقل أثناء حملته الانتخابية. وأنّ هذا الرقم قد يتضاعف في حال كان نظام الكوكس مطبقا داخل حدود الولاية.

بحرينيا، ورغم وتيرة التشكيك المتزايدة بشأن مدى شفافية العملية الانتخابية إبان الانتخابات النيابية والبلدية أواخر العام 2006، كانت العديد من الأصوات الحكومية تؤكّد نجاعة خيار إلزام المجتمع البحريني بقبول آلية التصويت الإلكتروني، وهو ما يجعلنا اليوم ندعو تلك الأصوات نفسها، لحصر عدد الولايات الأميركية التي ستعطي ثقتها بمثل هذا الخيار في التصويت، مع الاحتفاظ بحقوق قوّة القدرات الفنية بين التجربتين بالتأكيد.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2019 - الأحد 16 مارس 2008م الموافق 08 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً