ربما يتناقل عدد من المواطنين أحاديثَ عن ارتفاع الأسعار. إلا أن كثرا يتناقلونها من دون أن يتأكدوا هل غالبية السلع الغذائية قد ارتفع سعرها فعلا أم لا. «الوسط» قامت بجولة في عدد من البرادات التي شهدت رفوفها بأن الأسعار ارتفعت وأن التاجر ربح والمستهلك بكى.
برادة موجودة على شارع البديع دخلتها «الوسط» لعلها تبحث عن شيء من الممكن أن سعره لم يرتفع. إلا أن المفاجأة الكبرى كانت صدمة. فجميع الاحتياجات ارتفع سعرها. البائعون لم يكن لهم علم بما يحدث إذ يقول البائع الآسيوي: «في العام الماضي بدأت الأسعار ترتفع وبعد مدة عادت إلى ما هي عليه إلا انها سرعان ما ارتفعت مرة أخرى (...) سألت صاحب البرادة في يوم من الأيام ليؤكد لي أن المستورد ارتفع سعره. لذلك لابد من رفع سعر البيع هنا».
طبعا رفوف هذه البرادة شاهدة على أن البحرين تشهد ارتفاع في الأسعار فالذي كان يباع بـ100 فَلس أصبح يباع بـ200 فَلس. فكل شيء ارتفع سعره بمقدار 100 فَلس أو 50 فَلسا.
ولم تكن هذه البرادة وحدها التي شهدت على ارتفاع الأسعار. فبرادة أخرى كانت شاهدا أيضا على ما يحدث. فالبائعون هناك يؤكدون أن هناك نسبة قليلة من السلع لم يرتفع سعرها إلا أن الغالبية ارتفع سعرها تقريبا بـ100 فَلس، مبيّنين أن التجار أصبحوا يرفعون الأسعار لأن هناك كلفة عالية عند استيرادهم بعض السلع؛ نظرا إلى ارتفاع أسعار النفط حول العالم؛ لذلك يكونون مجبرين على رفع السعر، علما أنهم في دول تصدر النفط، متسائلين: إن دولنا تصدر النفط وتقوم برفع سعره، على حين يجني التاجر والمشتري ضريبة رفع دولته سعر النفط؟
وطبعا لم تكن رفوف هذه البرادات فقط الوحيدة التي تصرخ «ارحموا المستهلك» فجميع المحلات تعاني من هذا الصراخ وعلى رغم أن الكثير اشتكى من هذه الأزمة إلا أن الغالبية أكدوا أنهم مجبرون على الشراء وخصوصا ان إذا اعترضوا فسيموتون جوعا.
يقول المواطن مرتضى القفار: «في السابق كنا نبحث في رفوف البرادات علنا نجد سلعة لم يرتفع سعرها إلا أن ذلك لم يكن صحيحا. فكلما وصلنا إلى نهاية رفوف المحلات وجدنا الأسعار ارتفعت وأصبح من الصعب مواجهة الغلاء حتى لو تم صرف مبلغ حتى تزول الشدة إذ إن كل شي أصبح مرتفعا سعره».
ويضيف «في الماضي كنا نعترض ونكتب في الصحف المحلية إلا أن ذلك لم يكن له فائدة لذا أصبحنا مجبرين على الشراء إذ ليس من المعقول أن نسافر حتى نشتري حليبا ارتفع سعره في البحرين. لذلك فلابد من الاستسلام في نهاية الأمر».
لا نستغرب إذا اختلفت الأسعار عن أمس
اتفق معه المواطن عبدالله منصور الذي أكد أن عندما يتوجه إلى الأسواق ليشتري احتياجات المنزل لا يستغرب إذا ارتفع سعر حليب اشتراه قبل أسبوع بـ400 فَلس والآن سيشتريه بـ450 فَلسا، مشيرا إلى أن في السابق كان المواطن يجبر على ذلك إلا أن ذلك لم يستمر إلى الآن فهو أصبح مجبرا على الشراء من دون أن يعترض أو يصرخ في وجه البائع الذي ربما يعاني هو أيضا من هذا الغلاء.
من جهته، تساءل المواطن سلمان عبدالرضا عن السبب الذي جعل المواطن يسكت عن هذا الحال فهل أصبح معتادا على هذا الارتفاع أو أنه الآن أصبح مجبرا على أن يشتري من دون أن يتحدث مع عدم وجود الملجأ.
وهذا ما يقوله غالبية المواطنين الآن إذ أشار المواطن سيدطه محمد إلى أنه الآن لا يتعرض لصدمة إذا ذهب إلى إحدى البرادات ورأى أن ما اشتراه أمس زاد سعره اليوم. يقول: «هذا هو حال التاجر يلعب على عقولنا وليس لنا الحق أن نصرخ في وجهه فهو يبحث عن رزقه كما نبحث نحن عن رزقنا. فإذا كنا نطالب بزيادة الرواتب وهو لا يستطيع أن يطالب تراه يرفع راتبه من دون أن يأخذ إذن أحد».
ويؤكد غالبية المواطنين انهم اعتادوا تغير الأسعار بين ليلة وضحاها، مشيرين إلى أن لا داعي لمناقشة هذا الموضوع في مجلس النواب أو في جلسات الجهات الحكومية المعنية بتوفير الرخاء للمواطن إذ إن هذا المواطن أصبح لا يهتم إذا ما كان راتبه سيكفي لمواجهة ارتفاع الأسعار أو لا فهو على علم أن صوته لن يسمع إذا ما صرخ من الجوع أو الفقر.
العدد 2018 - السبت 15 مارس 2008م الموافق 07 ربيع الاول 1429هـ