العدد 2018 - السبت 15 مارس 2008م الموافق 07 ربيع الاول 1429هـ

كارن الزين لـ «الوسط»: كنت سفيرة للسفارة البريطانية في المجتمع البحريني

تجدها خلف كواليس أية زيارة رسمية قام بها أحد أفراد العائلة المالكة في بريطانيا إلى البحرين منذ العام 2006، بدءا بالأمير تشارلز، والأميرة آن، وحتى الأمير أندرو.

هي مسئولة الشئون السياسية والعلاقات العامة في السفارة البريطانية كارن الزين، لم يعقها كونها لبنانية أن تتابع على مدى سنتين عن كثب الشأن السياسي والاجتماعي في البحرين، لتنقل صورة حرصت على أن تكون حقيقية عما يجري في الداخل للسفير البريطاني، ومن ورائه الحكومة البريطانية.

«الوسط» التقت كارن الزين التي تغادر موقعها الذي ارتبطت به في السفارة البريطانية أخيرا، قبل أن تقوم بمهمتها الأخيرة في السفارة لمرافقة النائبين جواد فيروز وعيسى أبوالفتح في زيارة إلى الكونغرس البريطاني للاطلاع على الأعراف البرلمانية هناك.

«لبنانية» في سفارة بريطانية

عن بداياتها مع البحرين تقول الزين: «انتقلت للعيش في البحرين والدتي منذ 9 سنوات، وكان ذلك بعد تخرجي من الجامعة الأميركية في بيروت إذ كنت أدرس العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إلى جانب الاقتصاد دولي. ولأنني كنت على الدوام أشعر بأن البحرين هي بلدي الثاني، اخترت بعد أن قضيت سنوات طويلة من حياتي في لبنان أن أنتقل للعيش في البحرين، وخصوصا بسبب أوضاع الحرب في لبنان. فكرت في وقت ما للذهاب إلى دبي للعمل هناك، وانتقلت إلى هناك فعلا للعمل، ولكنني لم أشعر بالراحة، وكنت أنتهز أية فرصة للنزول إلى البحرين التي تعودت عليها، حتى عدت أخيرا في العام 2006 إذ بدأت مباشرة عملي في السفارة البريطانية».

السفارة البريطانية في قلب الأحداث

بدأت الزين عملها في السفارة البريطانية في البحرين كمسئولة للشئون السياسية والعلاقات العامة في وقت سياسي صعب دوليا، إذ تتابعت الأحداث السياسية وكان أبرزها الحرب الإسرائيلية على لبنان، عندها بدأت تشعر بحساسية وضعها كونها لبنانية تعمل في السفارة البريطانية، غير أنها تمكنت من اجتياز هذه الحساسية سريعا، وبدأت عملها الذي اعتادته مع الوقت، حتى تكلل عملها بالذهاب إلى دورة تدريبية متخصصة في بريطانيا تتعلق بعملها في الشأن الدبلوماسي.

تقول كارين: «كانت مهمتي الرئيسية هي التحليل السياسي لمحتويات الصحف اليومية وكتابة التقارير عن ما يرد فيها، وهو ما أبدأ به عادة يوم العمل. وتتركز التقارير التي أكتبها على الأوضاع المحلية في البلد، ومتابعة المستجدات التي تجري لأبرز القضايا سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو تعليمية، وذلك بحسب أولويات السفارة. كنت أهتم أيضا بكتابة التقارير عن أية قرارات جديدة خاصة بقوانين بعينها تمس السفارة بشكل أو بآخر... أما ملف حقوق الإنسان فقد كان أولوية فعلية للمتابعة لدى السفارة البريطانية، ومنها قوانين الصحافة والإرهاب والتجمعات. إلى جانب تقرير حقوق الإنسان بخصوص البحرين وما يرد حوله في الصحف المحلية، هذا عدا كل الموضوعات المتعلقة بتمكين المرأة وتمكين الشباب في البحرين وكل المستجدات المتعلقة بهذا الخصوص، وهما ملفان حيويان جدا بالنسبة للسفارة البريطانية، وفي هذا الصدد تابعنا عن كثب كل التطورات المتعلقة بموضوع برلمان الشباب وتابعنا أدق التفاصيل بخصوصه إذ كنا على علاقة مباشرة بهذا الموضوع».

السفير البريطاني وتقرير

يومي عن البحرين

تقدم كارين الزين تقريرا مفصلا يوميا لكل من السفير البريطاني ونائبه ومسئول الشئون السياسية في السفارة في اجتماع صباح كل يوم لإطلاعهم على الأوضاع والتطورات التي تحصل في البلد، إذ تتلقى منهم التكليفات بشأن إعداد أي تقارير إضافية يحتاجونها عن الأوضاع المحلية. تقول: «أحيانا تكون هناك حاجة لكتابة تقارير ترسل إلى لندن عن موضوعات بعينها، كحقوق الإنسان في البحرين مثلا، لذلك كان من أهم المهمات التي أقوم بها تجهيز عدد من التقارير التي أستقيها من الصحف اليومية بما يرد من آراء وتحليلات عن هذه الموضوعات، ناهيك عن تعاملي المباشر مع ممثلي الصحافة والإعلام لتنسيق نشر الأخبار الواردة من بريطانيا وتنظيم اللقاءات الصحافية».

قال لي الأمير تشارلز:

أعتذر لأنني جعلت عملك صعبا

تعتبر الزين نفسها «محظوظة» لأنها تمكنت خلال عملها أن تلتقي بولي العهد البريطاني الأمير تشارلز شخصيا، في مقدمة عدد من الشخصيات البريطانية المهمة جدا، مؤكدة أن تنظيم الزيارات لأفراد العائلة البريطانية المالكة والشخصيات الكبرى للبحرين كان الجزء الأجمل والأمتع من عملها. تقول: «ماأزال أذكر كل زيارة من تلك الزيارات وكأنها بالأمس، كان العمل مثيرا ومرهقا في الوقت نفسه، لكنه لا ينسى. مر عليّ عددٌ من الشخصيات، بدءا بالأمير تشارلز والدوقة، إلى الأميرة آن، والأمير آندرو، وجوردن براون، ووزير الدفاع البريطاني، ومسئولة الناتو الحالية، وآدم لينغلن.. تعرفت على كل تلك الشخصيات عن كثب وكان أمرا ممتعا. غير أن التحضير لكل زيارة كان أمرا متعبا. كان التحضير لزيارة أية شخصية يبدأ قبل أشهر من الزيارة عبر زيارة عدد من المسئولين للتعرف على المناطق في البلد وبرنامج الرحلة وتنظيمها والأشخاص والزيارات التي ستتم، بعدها تبدأ التحضيرات التي تهتم بأدق التفاصيل، وكلما كانت أهمية الشخصية الزائرة، كلما احتاج الأمر لمجهود أكبر، وكلما خضع البرنامج للتغيير في أية لحظة، حتى آخر الوقت».

غير أن فريق العمل من الموظفين في السفارة كان خير معين في فترة هذه الزيارات كما تؤكد كارن، وهو ما ربط ذهنها بذكريات لا تنسى عن تلك الزيارات. عن زيارة الأمير تشارلز تقول: «بعد أن انتهت زيارة الأمير تشارلز للبحرين كنت في المطار لتوديعه إذ كان ذلك آخر مهمات عملي، مازلت أذكره قادما إليّ يشكرني على كل ما قمت به من عمل، وأضاف «أعتذر لأنني جعلت عملك صعبا»، أما الأميرة آن فقد كانت زيارتها للبحرين لا تنسى أيضا، قمنا معا بكثير من الزيارات الاجتماعية وجمع التبرعات وكانت طبيعة الزيارة ممتعة جدا».

دعم بريطاني لمشروعات بحرينية

تقوم الحكومة البريطانية بتخصيص موازنة معينة لدعم عدد من المشروعات في البحرين، عن ذلك تقول الزين: «تردنا الكثير من الجهات لطلب الدعم المادي لمشروعاتها، لذلك فعلى السفارة أن تقوم بتحديد المشروعات التي تقوم بدعمها وما هي قيمة المبالغ المخصصة لكل مشروع. وقد قمت بهذا العمل لفترة من الوقت. وأشرفت بشكل مباشر على موضوع إرسال أستاذين من جامعة البحرين لحضور دورة تدريبية في لندن للتعرف على طرق استخدام التقنيات الإعلامية الحديثة من أجل المركز الإعلامي الجديد في الجامعة، كما قمنا بالتعامل مع عدد من الجهات منها المجلس الأعلى للمرأة والشباب والبرلمان... وحاليا نحن بصدد تنظيم زيارة للنائبين جواد فيروز وعيسى أبوالفتح للذهاب في زيارة إلى بريطانيا تستغرق أربعة أيام هدفها التعرف على نظام العمل في الكونغرس البريطاني وذلك بمبادرة من السفارة نفسها التي اتجهت إلى رئيس المجلس، كما سنقوم بعمل برنامج لإحضار اختصاصي في التعامل مع النواب من بريطانيا، لكي يتم تدريب النواب على عدد من الموضوعات أهمها حقوق الإنسان والتعامل مع الصحافة، والتعامل مع الناخبين، ونحن حاليا في المرحلة الأخيرة من الترتيب لهذا المشروع».

حقوق الإنسان والتجربة الديمقراطية في البحرين على قمة أولويات بريطانيا

وعن أولويات الملفات التي تهتم بريطانيا بالتعرف على أوضاع البحرين فيها تقول الزين: «يأخذ الوضع السياسي في البحرين الأهمية الكبرى بالنسبة للسفارة البريطانية، وخصوصا تقارير حقوق الإنسان والتجربة البرلمانية والديمقراطية في البحرين، من هنا كنت أحاول أن أنقل ما يحصل بالنسبة للوضع السياسي بدقة كبيرة في التقارير التي أكتبها، كنت أحاول أن أكون موضوعية في هذا النقل، فأنقل ما ذكرته كل صحيفة مع وضع هامش عن تلك الصحيفة وانتمائها والجهة التي تمثلها لنقل صورة متكاملة عن الحدث، إلى جانب نقل ما يتعلق بالشخصيات التي صنعت الحدث أو تحدثت عنه... لم يكن ذلك بالعمل السهل دائما، غير أن الحيادية في النقل ومتابعة الحدث كانت تسهل عليّ الكثير، بعدها يمكن أن يضيف السفير تحليله الخاص للأحداث المحلية لينقلها مع التقرير إلى لندن».

«سفيرة للسفارة»

تغادر كارن الزين موقعها في السفارة البريطانية أخيرا، بعد عمل ربطها بالحدث السياسي البحريني والعلاقة بين بريطانيا والبحرين، مثلما ربطها بالشارع البحريني حتى شعرت بأنها «سفيرة للسفارة البريطانية» من عدة أوجه.

العدد 2018 - السبت 15 مارس 2008م الموافق 07 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً