دعا خطيب جامع عالي الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) الحكومة إلى ضرورة الإسراع في صرف علاوة الغلاء للمواطنين على رغم التحديات الموجودة مرعاة للمصلحة العامة، مبينا أن ظهور عقبات ومشكلات مستجدة تتسبب في تأخر صرف العلاوة، سيزيد العبء على الحكومة أولا قبل المواطن، لأن الأسعار ارتفعت بدرجة كبيرة بناء على الزيادة المقرر صرفها خلال منتصف الشهر الجاري، وبالتالي فإن ذلك يرفع الوتيرة ويتطلب رفع قيمة العلاوة للمواطن إذ طالت أزمة الأسعار أغلب السلع والأمور الأساسية والمعيشية وغيرها.

على صعيد آخر، قال العصفور إن «الوضع في عالمنا العربي والإسلامي لا يسر أحدا، فهناك جهات عدّة تدفع نحو إثارة الخلاف المذهبي والتأزيم الطائفي بدوافع سياسية أو مصلحية أو فئوية. وإن على المسلمين عامة أن يستغلّوا الأيام الحالية المتزامنة مع ذكرى إحياء المولد النبوي الشريف، في طريق التقريب وتوحيد الكلمة والصفّ في مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة التي تستهدف المسلمين وبلادهم ورموز الإسلام».

وأشار العصفور إلى أن «هناك أطرافا ودولا تريد أن تُقحم واقع المسلمين في مواجهات وفتن طائفية داخلية وخارجية بوسائل مختلفة، كالتخويف والتهويل من المدّ الإسلامي، داعيا المسلمين في كل البلدان وخصوصا في بلدان الخليج أن يكونوا حذرين ومتنبهين إلى أوضاعهم، ويستوعبوا هذا الواقع ويتعاملوا مع كل تلك الظروف والأحداث بعقلانية ووعي كافٍ، بحيث تكون ردود الأفعال مدروسة وحكيمة، حتى لا يُستدرجوا إلى شباك الدول الأجنبية التي تنصبها جهات مشبوهة وطائفية، ومرعاة لعدم الدخول في مواجهات ليست في مصلحة أحد، التي لن تنتج إلا عن الخسارة».

وبيّن العصفور أنّ «الاتجاهات المتطرّفة في وضع لا تحسد عليه حاليا، فهي مطاردة في كل العالم ومحاصرة في كل البلدان، بحيث لا يجدون موطئ قدمٍ لهم، وهم يردون أن يخرجوا من هذا الحصار والطوق، ولذلك يحتاجون إلى إشعال فتن ومشكلات أخرى لتوجيه الكيانات الإسلامية وإقحامها في المواجهات ليخرجوا أنفسهم»، موضّحا «أنهم يسعون إلى أن يجيروا الاختلافات السياسية المحضة إلى فتنة طائفية كما هو الحال في بعض الدول العربية».

واختتم العصفور خطبته قائلا: «إن الدول الغربية تسعى لمصالحها وأهدافها المعلنة وغير المعلنة، وهي لا يهمُّها أن تتحالف مع طرف معين أو تحاربه في موضع آخر، فالمهم لديها هو المصلحة السياسية ولو كانت عن طريق الحروب والفتن. وإن على المسلمين أن يحددوا موقفهم بدقة وعلانية حتى يخرجوا أنفسهم من الصراع الجاري».