قال خطيب الجمعة بمسجد فاطمة (ع) في سترة - القرية، السيد حيدر الستري يوم أمس، إن «مجرد المطالبة باستجواب وزير في الحكومة توضع في طريقه الكثير من العراقيل والقيود السياسية البعيدة عن نصوص الدستور واللائحة الداخلية يهدف إلى خلق حماية للواقع الفاسد في البلد على حساب التجربة الإصلاحية برمتها، ما يجعلنا نطلق تحذيرات من وجود حرب مبطنة يخطط لها البعض لإضعاف التجربة الديمقراطية في البلد، وتفريغها من مضمونها وأدواتها، والتنصل من استحقاقاتها».
وأضاف الستري «من الواضح أن سقوط هذا الاستجواب سيشكل ضربة قاصمة لما تبقى من أدوات رقابية تحفظ بعض السمعة للمجلس النيابي والمشروع الإصلاحي في البلد، كذلك فإن إسقاط استجواب وزير شئون مجلس الوزراء، سيكرّس شعور الإحباط الشعبي المتزايد، والتأثير على مصداقية تجارب الإصلاح ليس في البحرين فقط وإنما في بقية دول المنطقة التي أصبح غياب الإصلاحات من القضايا المشتركة فيها».
وأشار إلى أن «هذه الحقيقة تُلقي على عاتقنا المزيد من المسئولية للمساهمة جميعا في إنجاح التجربة البحرينية لما في ذلك من تأثير إيجابي ليس على وضعنا فقط، وإنما على كل شعوب المنطقة التي تراقب بأمل تفاصيل الحركة الإصلاحية في البحرين، فهل سنعمل على تحقيق هذه الآمال والتطلعات الشعبية أم سيجعل البعض من نفسه عامل إحباط ويأس يفاقم من الواقع السياسي السيء في المنطقة؟».
وعلى الصعيد العالمي قال الستري: «إنّ هناك حالة فزع تنتاب العالم من أميركا إلى دول النفط الخليجية، سبب هذه الحالة هو تسونامي التضخم المتواصل وتداعيات أزمة الرهن العقاري الأميركية التي تعصف بالعالم وبالمنطقة تباعا، ولا يستبعد أن فوائض النفط المالية التي تجنيها الدول المصدرة للنفط يتم امتصاص أجزاء كبيرة منها لتهدئة المخاوف الاقتصادية الأميركية، ومحاولة الحد من تهاوي سعر الدولار وتراجع القوة الشرائية في أميركا، والسؤال: هل ستستمر حكومات المنطقة في إدارة ظهرها لشعوبها والتفكير في إيجاد حلول للمشكلات الأمريكية؟. للأسف فإن حكومات المنطقة لم تستوعب أن قيمة البشر أغلى من أي ثروة على الأرض».
وأضاف «تؤكد هذه المخاوف تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كما نقلت في وسائل الإعلام بأن العالم يجابه طوفانا حقيقيا من التحديات الإضافية، فأسعار الأغذية الأساسية (الأرز والقمح والذرة) تسجل أرقاما قياسية وترتفع بنسبة 50 في المئة في الأشهر الستة الأخيرة، وكذلك انخفضت مخزونات الأغذية العالمية بنسب غير مسبوقة. كما ذكر بان كي مون عدة أسباب أدت لهذه المشكلة على رأسها: ارتفاع كلف نقل الأغذية ومبالغ الأسمدة بسبب ارتفاع أسعار النفط. والحوادث المرتبطة بالمناخ (كالعواصف والفيضانات وحالات الجفاف التي أثّرت على المحاصيل الزراعية في مناطق متعددة من العالم)، وارتفاع الطلب في الاقتصاديات الكبيرة مثل الصين والهند».
ولفت إلى أن «احتياطات النفط الخام بلغت زهاء 57 في المئة في الدول العربية، 93 في المئة منها متركزة في خمس دول: السعودية 39.6 في المئة، العراق 17.2في المئة، الكويت 15.2 في المئة، الإمارات 14.6 في المئة، ليبيا 6.2 في المئة. وكذلك بالنسبة لمصدر الطاقة الأساسي الثاني وهو الغاز الطبيعي والذي بلغ الاحتياطي العربي منه 53.7 تريليون متر مكعب في 2006م، والجزء الأكبر منه في قطر 48في المئة، ثم السعودية 13.3في المئة، فالإمارات 11.3في المئة، والجزائر 8.5 في المئة».
العدد 2017 - الجمعة 14 مارس 2008م الموافق 06 ربيع الاول 1429هـ