العدد 2016 - الخميس 13 مارس 2008م الموافق 05 ربيع الاول 1429هـ

فن المراوغة

الفنان لا يتطلب صوتا يدخل القلب بلا استئذان أو شكلا مقبولا في أقل تقدير وهنداما يتماشى مع الموضة فحسب، كما ولا يحتاج لصورة ملفتة على غلاف ألبومه وطلة قريبة للقلب عندما يواجه جمهوره على خشبة هذا المسرح أو ذاك وإنما يحتاج لأن يمتلك حنكة فنية وفنا في المراوغة ليرسم من حوله صورة يقبلها جمهوره.

أكثر ما يقلق راحة الفنانين لا سيما محدودي الثقافة والذين لا يمتلكون قدرة على التخاطب، تلك المؤتمرات الصحافية واللقاءات التي تدشن على الهواء مباشرة وحتى المسجلة منها والخاضعة لعمليات المونتاج، إذ يكون مجبرا على أن يمتلك فنا في ضبط الأعصاب وفنا في رسم الابتسامة وإن كانت مصطنعة وفنا في تقبل الانتقاد بنّاء كان أم العكس.

ولعل أكثر ما يحتاج له بعض الفنانين من تلك الفنون هو فن المراوغة والقدرة على الرد على أسئلة الصحافيين والإعلاميين في المؤتمرات واللقاءات الصحافية والتلفزيونية على حد سواء، في الوقت الذي تأتي ردة فعل البعض الأخر من الفنانين غير متوقعه نظرا لعدم قدرتهم على امتلاك أبجديات ذلك الفن في المراوغة.

واستدل في حديثي بعدة مواقف توضح الفرق بين الفئتين، ففي الوقت الذي برعت الممثلة المصرية سمية الخشاب في برنامج العراب من التملص من سؤال وجه لها بشأن أسباب تزوجها لثلاث مرات برجال أثرياء، إذ قالت: « أنا ست مرزقه هتنقوا كمان في الحكاية دي»، وبذلك برعت في التملص من سؤال يراد به التلميح إلى كونها تنتقي الأزواج الأثرياء، في الوقت الذي ألقت هيفاء وهبي في برنامج (لمن يجرؤ فقط) في وجه المذيع مجلة من دون أن تعلق على الموضوع، والذي كان يشير إلى أن مانشيت المجلة يقول إن هيفاء أطاحت بوجه والدها في الأرض.

ولعل من أقوى الردود الصحافية هو ذلك الرد للفنان العراقي ماجد المهندس والذي وجهت له إحدى الصحافيات في أحد المؤتمرات سؤالا عن ما أشيع حوله من استغلال للقضية العراقية لبلوغ الشهرة واللعب على أوتار حساسة، فما كان منه وبكل برود سوى رد السؤال بسؤال أقوى، إذ قال: « هل تناولك لقضية فلسطين في أحد أعمدتك الصحافية يراد به سبق صحافي؟» فما كان من الصحافية سوى الابتسام.

العدد 2016 - الخميس 13 مارس 2008م الموافق 05 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً