عندما نقول اننا مازلنا نسير عكس تيار التطور والحرفية في العمل الرياضي فإننا لا نبالغ في ذلك، بل نزداد يقينا بذلك كلما نظرنا إلى واقعنا الرياضي المأسوي الذي لا أدري كيف ترضى به دولة تعيش في القرن العشرين، وتملك الكثير من الخيرات التي وهبها الله لها، وتمتلك العنصر الأهم في صنع التطور ألا وهو العنصر البشري القادر على الإبداع متى ما أتيحت له الفرصة والإمكانات التي لتحقيق ذلك.
ومن خلال نظرة سريعة للدول المجاورة سنجد الدليل الذي يؤكد ما ذهبنا إليه، ويؤكد أيضا أننا مازلنا نراوح مكاننا ولم نتحرك خطوة واحدة إلى الأمام، فمنشآتنا الرياضية مازالت هي نفسها التي كانت موجود في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وفي الدول المجاورة أصبحت تمتلك منشآت رياضية حديثة معدة ومجهزة بأحدث التجهيزات.
وفي الجانب الإداري مازالت اتحاداتنا وأنديتنا تدار بعقول تلك الفترة أيضا، فلم نتطور ولم نشاهد شيئا جديدا على عكس الدول الشقيقة التي وضعت خططها لتطوير رياضتها وبدأ بعضها في جني ثمار ذلك.
وبما أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في البحرين، والتي تحظى دائما بنصيب الأسد من الاهتمام، فإنها يجب أن تكون واجهة مشرفة للرياضة البحرينية، وهذا ما لم يحدث ويبدو أنه لن يحدث أبدا!
وخلال الفترة الماضية رفض الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إقامة مباراة المحرق مع صور العماني على استاد نادي المحرق بسبب عدم قانونية الإضاءة في الملعب، أليس هذا عيبا ونحن في بلد أنعم الله عليها بكل الخيرات! أليست هذه فضيحة للرياضة البحرينية بدلا من أن تكون واجهة جميلة للرياضة البحرينية!؟ أليس هناك آلاف الدنانير تصرف سنويا لصيانة المنشآت!؟ أم أن مسئولي الصيانة لا يعرفون أصلا ما هي المعايير الرئيسية والقانونية لملاعب كرة القدم حتى يقوموا بعمل اللازم!
وآخر ما يؤكد أننا نسير عكس تيار التطور والذي ستجد كرتنا نفسها من خلاله غير معترف بها في القارة الآسيوية، هو البيان الذي أصدره الاتحاد الآسيوي بشأن التعديلات الجديدة المتعلقة بتنظيم مسابقاته وتطويرها لتواكب تطور كرة القدم حول العالم، إذ قرر إلغاء مسابقة كأس الاتحاد والاكتفاء ببطولة دوري أبطال آسيا مع وضع معايير قوية للمشاركة فيها، ومن خلال المعايير التي وضعها الاتحاد الآسيوي نؤكد أن أنديتنا ستكون خارج منافسات القارة، لأنها بالتأكيد لن تف بجميع المقاييس والمعايير المطلوبة من قبل الاتحاد الآسيوي.
المطلوب الآن سرعة التحرك من المسئولين باتخاذ القرار المناسب الذي يحفظ لكرتنا كرامتها على أقل تقدير، ويجب ألا يشغلنا دوري الدمج عن الأمور الأهم التي يجب أن نبدأ في تطويرها قبل أن نقرر دوري الدمج، فالدمج من دون منشآت صالحة للعب والتدريبات، ومن دون وجود أندية حديثة تلبي معايير الاتحاد الآسيوي لنكون جزءا من مسابقاته فإنه لن يفيد كرتنا شيئا، ولن يقدمنا خطوة واحدة إلى الأمام، بل سنستمر في السير عكس التيار
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ