العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ

عباس وعبدالجبار مثالا

لا تبدو محصلة العلاقات القائمة بين الكيانات الثقافية في البحرين بخير، والأكثر من ذلك، أن هذه العلاقات تزداد تباعدا وعدائية فيما يتوافق ومجمل المشهد الثقافي في البحرين، والذي لا يبدو أنه مشهد سينتهي هذا العام على خير.

لا يجمع مؤسساتنا الثقافية اليوم إلا التناحر والتتضاد الموغل والمتأصل بالضغينة والكراهية، وكلما تقاربت الأنشطة الثقافية في المؤسسات كلما كان هذا التضاد موغلا في العدائية.

وخلاف كل الثنائيات الثقافية العدائية في البحرين والتي هي في بعض تمثلاتها طبيعية فـ «عدو المرء من يعمل عمله»، يبقى الفنانان التشكيلان عباس يوسف وعبدالجبار الغضبان المثال الأكثر عذوبة وجمالا في خضم هذه المقاتلة التي باتت تعصف بكل شيء.

منذ السنوات الأولى لدخولي هذه الأجواء الثقافية، وعباس وعبدالجبار معا في مرسمهما المسالم، صديقان يجمعهما التخصص والحب والصداقة الحقة، وهما على ما عصف ولايزال يعصف بالجسد الثقافي، ثنائيٌ جميل نذر حياته لفنه من دون أن يلتفت لحرب صفحات الصحف ومانشيتاتها.

وعلى رغم أن هذا الثنائي بما قدمه ولايزال يقدمه، أصبح في مقدمة التجارب الفنية والتشكيلية في البحرين إلا أنهما بقيا معا الأكثر تواضعا وصدقا والتصاقا بشتى المؤسسات الثقافية من دون استثناء.

تستطيع مؤسساتنا الثقافية اليوم أن تتعلم من عباس يوسف وعبدالجبار الغضبان الكثير. تستطيع أن تتعلم منهما الكثير من المعارف الثقافية في مجالات عملهما الفنية، ولكن قبل ذلك، تستطيع مؤسساتنا أن تتعلم منهما، كيف يجب أن يكون المثقف؟

العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً