شارك منتخب الكريكيت البحريني في عدد من البطولات الدولية السابقة، ولو رجعنا للأخبار الصحافية التي نشرت في الصحف المحلية عن مشاركة منتخب الكريكيت وراجعنا الأسماء التي تمثل المنتخب لوجدنا أن غالبيتهم ليسوا بمواطنين، بل هم من الجاليات الآسيوية والجنسيات المختلفة وبعضهم مجنسون.
رجعت إلى أحد الأخبار السابقة نشر في صحفنا المحلية عندما شارك المنتخب في البطولة الآسيوية في ماليزيا أواخر شهر يوليو الماضي، ولم أجد سوى أسماء آسيوية تمثلنا في هذه البطولة!
لعبة الكريكيت هي ليست من الألعاب الرياضية الممارسة في مملكتنا، إلا أن الجهة المعنية قامت بإشهار اتحاد رياضي لها على رغم ذلك، وكل منتسبي هذا الاتحاد هم من الآسيويين كالهنود والباكستانيين والسيريلانكيين والبنغلاديشيين، وطبعا تم رصد موازنة خاصة لهذا الاتحاد الغريب، ويمثل البلاد مجموعة منهم ليسوا من هذا البلد! في المقابل نجد أن هناك ألعابا رياضية أخرى مهملة تماما، ولها ممارسون من الشباب البحرينيين والذين لهم باع طويل في مجال اللعبة وحققوا انجازات تذكر، وهم بحاجة إلى الدعم والمساندة والاهتمام!
لم نعارض ممارسة هذه اللعبة ففي النهاية هي رياضة، ولمن يسكنون في بلدنا الحق بممارسة أنشطتهم المختلفة في حدود المعقول، فالآسيويون الذين يمارسون هذه اللعبة يستغلون المساحات المفتوحة وهم من قدامى سكنة البحرين، ومن حقهم الحصول على الرعاية وتوفير كل الأنشطة الرياضية والترويحية فهو جزء لا يتجزأ من واجب البلد تجاه رعايا الدول الأخرى، لكن أن يتم إنشاء اتحاد رياضي خاص للعبة ويقومون بتمثيلنا في بطولات دولية فهذا ما يعارضه الرياضيون والجميع...
ولقد اكتفينا أولا من مسألة التجنيس، وأوضحنا وجهات نظرنا كثيرا وعواقب هذا التجنيس، فاتحاد ألعاب القوى وقع في الفخ أكثر من مرة وفي موقف حرج مع عدائين مجنسين، الأول مثل البحرين في مسابقة للماراثون في بلد الصهاينة، والآخر يهدد بالتخلي عن الجنسية وهو من أصحاب السمعة السيئة.
والواضح أن اتحاد الكريكيت يسير في طريق مشابه، وكان بإمكان الجهة المعنية إنشاء نادٍ خاص لهم يمارسون لعبتهم المحببة فيها، لا أن يقوموا بتمثيلنا في المحافل الدولية الرياضية ويخصص لهم اتحاد رياضي حتى ولو كانوا يصرفون من جيوبهم الخاصة على هذا الاتحاد والتجهيزات الأخرى.
فهل نحن بحاجة إلى آسيويين لتمثيلنا في البطولات الدولية؟ أحد المسئولين في هذا الاتحاد برر إنشاءه لأن من حق الجاليات القاطنة في البلد ممارسة أنشطتهم الرياضية في جو آمن، وأن هناك الكثير من ممارسيها مر على وجودهم في البحرين أكثر من 40 عاما، لا أدري كيف تقبل مرافقة الوفد الآسيوي الذي سمي (بالوفد البحريني للكريكيت) وتمثيلنا في بطولة رياضية باسم البحرين؟ ألم يكن باستطاعة الجهة المعنية إنشاء نادٍ خاص يستطيعون من خلاله المشاركة في أية بطولة باسم هذا النادي لا أن يحملوا اسم بلدنا وهم ليسوا من ترابه.
كما أود أن أهمس في أذن هذا المسئول: لو جاء يوم من الأيام وشاهدت مجموعة من الأجانب يمارسون (التيلة) فهل ستؤيد إشهار اتحاد رياضي لها؟
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ