بعد انقطاع طويل نسبيا، يشغل بالنا الحديث في موضوعين مختلفين عن بعضهما بعضا، أحدهما عن مدارس المستقبل والآخر عن حادث مؤلم.
لنبدأ بالموضوع الأول... مدارس المستقبل وما أدراك ما مدارس المستقبل، فحين نسمع عن هذا العنوان الجميل يخيل لنا أننا سندخل إحدى المدارس التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في كل مكان وكل شيء، وعن نفسي كنت أعتقد أن مدارس المستقبل ستتسم بتجهيزات إلكترونية حديثة تربط الطالب بالعالم الخارجي، ولم أكن لأتوقع بأنها ستقتصر على سبورة إلكترونية وكمبيوتر على الطاولات!
لنأخذ مدرسة سترة الثانوية للبنات مثالا، ونرجو ألا ينطبق هذا المثال على بقية المدارس في البحرين، ونطرح هنا مجموعة من الأسئلة التي نرجو أن تجيبنا عليها الجهة المعنية: ما حكاية الحصص الضائعة في المدرسة؟ وماذا عن انقطاع المياه لمدة تزيد على أسبوع واحد بدأت منذ نهاية الأسبوع الماضي واستمرت لهذا الأسبوع؟ وماذا عن القرارات الإدارية التي يقال إنها لا تطبق إلا في هذه المدرسة وخصوصا بالنسبة إلى نوعية أحذية الطالبات ولونها؟
المسألة لا تتعلق بمعانات الطالبات لوحدهن في المدرسة التي من المفترض أن تطبق نظام مدارس المستقبل على أتم وجه، وإذا كان الموضوع يتعلق بوضع حاسوب على الطاولات وسبورة إلكترونية، فمن الأفضل الرجوع إلى التعليم التقليدي الذي لايزال العالم الغربي يعتمد عليه كثيرا، لأن هذا العالم يؤمن بقدرات مدرسيه، وهو مقتنع بأن الاتصال المباشر مع الطلبة أفضل بكثير من اتصالهم بالحاسوب.
بعيدا عن مدارس المستقبل وعن موضوعها، لنتحدث قليلا عن حادث لا أظن أن الحاضرين حينها لم يقولوا عنه أقل من أنه كان مؤلما... في طريق العمل المزدحم في الصباح الباكر، نزلت سيدة من على الرصيف إلى الشارع وكان المارة يعتقدون أنها ستعبر إلى الطريق الآخر فأخذوا يخففون من سرعة سياراتهم ليفسحوا لها المجال، ولكنها نزلت إلى جانب الرصيف ومشت قليلا والتقطت شيئا ما من الشارع! الغريب من السيدة التي بدت عليها علامات الكبر، أنها التقطت “قوطي” المنيوم ووضعته في كيس تأبطت به ومضت في حال سبيلها!
كم هو مؤلم أن نشاهد سيدة مسنة تجمع القناني وما يباع من الشارع، والسؤال المطروح هو: أين الصناديق الخيرية عن هذه الأسر المعدومة؟ وأين عيون المسئولين لتشاهد حال أسر لم تعد تملك قوت يومها؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 2014 - الثلثاء 11 مارس 2008م الموافق 03 ربيع الاول 1429هـ