تنشر الدوريات العالمية ملخصا لأهم الأحداث المهمة خلال العام 2008 في شهر ديسمبر/كانون الأول وخاصة مع اقتراب الاحتفال بنهاية السنة. إحدى المراجع الإعلامية المهمة هي الصفحة الإلكترونية لمجلة التايمز الإميركية و التي صنف ووثق محرريها أهم 10 أخبار وحوادث دولية في أربع فئات هي: الأخبار والعلوم، الفنون، التجارة ووالتكنولوجيا والرياضة، وأخيرا الثقافة الشعبية.

محرري الأخبار البيئية أو الخضراء قاموا أيضا بوضع قائمة عشرية لأهم الأحداث العالمية وترتيبها حسب الأهمية وتأثيرها على البيئة. وعلى الرغم من أن معظم هذه الأخبار المهمة تمت في الولايات المتحدة فإني أعتقد من الضروري ذكرها لأن تأثيراتها البيئية عادة يمتد إلى العالم.

أولا: انتخاب الرئيس باراك أوباما حيث يتوقع البيئيون أن يكون أوباما أول رئيس «أخضر» في تاريخ الولايات المتحدة. وبالتالي فالسياسات المتوقعة منه هي تشجيع الاستثمار في تكنولوجيا الطاقات المتجددة وخلق الوظائف الخضراء وتشجيع تجارة خفض الكربون. لاشك أن الهدف الرئيسي من هذه السياسات الجديدة هو خفض الاعتماد على الكربوهيدرات في وسائل المواصلات وإيجاد بدائل لاستخدام الفحم في توليد الكهرباء لذلك من المهم للدول المصدرة لخام النفط تحليل تأثير السياسات الأميركية الجديدة على الأسواق النفطية في المنظور المستقبلي.

ثانيا: هو موافقة الكونغرس الأميركي على ائتمان الضرائب الفيدرالية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لمساعدة صناعة الطاقة الشمسية ومزارع الرياح ومنع إفلاسها وبالتالي ستتمكن شركات الطاقات المتجددة من منافسة شركات توليد الطاقة الخاصة بواسطة حرق المصادر الكربونية.

ثالثا: هو مناقشة استمرارية حفر مزيد من آبار النفط في البحر فعلى الرغم من الآثار البيئية لتسرب النفط من المنصات البحرية فالأسعار المرتفعة للخام خلال الأعوام الماضية شجعت قبول بعض الولايات على القبول المتجدد للسماح لشركات النفط بحفر المزيد من الآبار البحرية لكن من المتوقع عدم قبول الرئيس المنتخب أوباما لهذه السياسات بمساعدة الانخفاض القياسي لسعر البترول. رابعا: هو فشل تشريع قانون ورنر- ليبرمان لتجارة خفض الكربون والتي تمت مناقشتها في مجلس الشيوخ الأميركي في ظل أزمة أسعار البنزين العالية.

خامسا: هو تجميد بناء 100 محطة طاقة تستخدم الفحم - المعروف أن الفحم يولد 49 في المئة من توليد الكهرباء في الولايات المتحدة و مصدر حوالي 30 في المئة من انبعاثاتها الكربونية. المتوقع الضغط على شركات الطاقة للاستثمار في البحوث التكنولوجية لخفض هذه الانبعاثات.

سادسا: هو انفجار فقاعة استخدام الذرة كوقود حيوي فحوالي ربع محصول الذرة في الولايات المتحدة تم تحويله كوقود لكن انخفاض الأسعار سببت خسائر هائلة للمستثمرين ومن المتوقع زيادتها بسبب انخفاض سعر برميل النفط. سابعا: هو تسجيل الدب القطبي كأول حيوان مهدد بالانقراض بسبب ظاهرة الانحباس الحراري، ثامنا: قبول أندونيسيا على المحافظة على غاباتها من خطر الإزالة و حصولها على أموال ومشاريع دولية لتشجيعها، تاسعا: شراء شركات الطاقة الأميركية لائتمان الكربون في أول مزاد علني لهذا الغرض وحصلت بمقتضاها على عشرات الملايين لاستثمارها في زيادة كفاءة الطاقة ومجال الطاقات المتجددة وأخيرا اختراع كلمة جديدة في قاموس اللغة الإنجليزية تدعى «hypermiling» و هي عبارة عن مجموعة من الوسائل التي ينفذها سائق السيارة كإسلوب حضاري لزيادة الاقتصاد في ستخدام الوقود