أسفرت نتائج دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عن تأهل 3 فرق إنجليزية إلى الدور نصف النهائي للبطولة وهي كل من مانشستر يونايتد وأرسنال وتشلسي، وهناك فريق إنجليزي رابع في الطريق أيضا وهو ليفربول الذي سيواجه إنتر ميلان الإيطالي بعد أن تمكن من الفوز عليه بهدفين من دون مقابل في المباراة الأولى بينهما على ملعب الانفيلد في ليفربول.
وتبدو فرص ليفربول كبيرة في تحقيق التأهل على حساب منافسه كونه متقدما بفارق هدفين وسيكفيه التعادل بأية نتيجة أو الهزيمة بفارق هدف واحد للتأهل أو الهزيمة بفارق هدفين بشرط أن تكون أكثر من 2/ صفر.
من أصل 8 فرق في الدور ثمن النهائي هناك 3 أو 4 فرق إنجليزية - إذا تأهل ليفربول - في حين توزعت الفرق المتبقية على دول مختلفة من أوروبا، فشالكة من ألمانيا وفنربخشة من تركيا وبرشلونة من إسبانيا وروما من إيطاليا وإنتر ميلان في حال تأهله.
هذه الحال على مستوى دوري أبطال أوروبا باتت متكررة بشكل متواصل في السنوات الأخيرة حتى أن العام الماضي وصلت 3 فرق إلى الدور نصف النهائي من إنجلترا مقابل فريق واحد من إيطاليا هو ميلان الذي حقق اللقب.
الفرق الإنجليزية هي بلاشك الأقوى حاليا على المستوى الأوروبي والدوري الإنجليزي هو الأفضل بالتأكيد، إذ لا مجال للمقارنة بين قوة فرقه وشدة المنافسة فيه وبين أي دوري آخر في أوروبا.
الإنجليز عملوا بهدوء وبتركيز وتمكنوا من سحب البساط من تحت الدوريين الإيطالي والإسباني وذلك بعد أن أكملوا بنية تحتية رائعة تمثلت في سلسلة من الملاعب الأفضل على المستوى الأوروبي والمخصصة لكرة القدم فقط وليس لأي شيء آخر بعد أن ألغوا المضامير حول الملعب وقربوا الجماهير من اللاعبين وأعادوا إنتاج كرة القدم الجميلة المتمثلة بمزيج من المدرستين الكرويتين الإنجليزية والفرنسية تحديدا من خلال الاستقطاب الكبير للاعبين والمدربين الفرنسيين لتتوسع الدائرة بعد ذلك لتشمل مختلف المدارس الكروية التي انصهرت في بوتقة الدوري الإنجليزي.
الإنجليز تمكنوا من تحويل كل مباراة إلى مهرجان خاص وإلى متعة كبيرة تترقبها الجماهير بغض النظر عن الفريقين المتباريين لأن جميع المباريات تمتاز بمستواها العالي وسرعتها الكبيرة وحماسة جماهيرها حتى أنك لا تجد تذكرة واحدة للدخول.
في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كنت موجودا في العاصمة البريطانية لندن وصادف وجودي فيها إقامة لقاء في الدوري الإنجليزي يجمع بين الأرسنال وبولتون، كما أتذكر وحاولت حينها الحصول على إحدى التذاكر لدخول المباراة غير أن جميع التذاكر كانت قد بيعت ونفذت على رغم أن المواجهة لم تكن إحدى مواجهات القمة التي تجمع عملاقين وإنما هي تجمع بين المتصدر وفريق آخر من منتصف الترتيب.
حينها استعنت بالفندق الذي أسكن فيه لتدبير تذكرة لدخول المباراة ولو من السوق السوداء فعرضت عليّ تذكرتين الأولى خلف المرمى مباشرة مقابل 140 جنيه إسترليني (أكثر من 100 دينار بحريني) والأخرى في منتصف الملعب مقابل 280 جنيه إسترليني (أكثر من 230 دينارا بحرينيا).
طبعا لم أتمكن من دخول المباراة في ظل السعر المرتفع جدا للتذاكر ولكن هناك غيري من سيشتريها بالتأكيد.
وإذا كان هذا هو الحال في إحدى المباريات العادية أو المتوسطة المستوى فكيف سيكون الحال في إحدى مباريات القمة بين الفرق الأربعة الكبرى مانشستر وأرسنال وتشلسي وليفربول.
سعر التذكرة الأصلي طبعا ليس بهذا الغلاء ولكنها أيضا الأغلى على المستوى الأوروبي وأسعار تذاكر مباريات مانشستر يونايتد هي الأغلى على مستوى العالم وهذا يفسر المبالغ الخيالية التي يحققها هذا النادي كل عام.
حقا الإنجليز وهم من أسسوا كرة القدم الحديثة ووضع قوانينها تمكنوا مجددا من التأسيس لمرحلة جديدة تعطيهم الأفضلية والريادة التي يريدونها وعملوا من أجلها بعد أن سرقت منهم في الثمانينات وبداية التسعينات من الإيطاليين وفي منتصف التسعينات وبداية الألفية الجديدة من الإسبان، ليؤكدوا مجددا أنهم الآباء الحقيقيون لكرة القدم
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2013 - الإثنين 10 مارس 2008م الموافق 02 ربيع الاول 1429هـ