قال خطيب مسجد فاطمة (ع) بسترة - القرية السيد حيدر الستري في حديث الجمعة أمس إن وضع حقوق الإنسان في العالم العربي وضع مأسوي على رغم مرور عقود على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأضاف «نحن الآن نعيش الذكرى الستين للعهد الدولي لحقوق الإنسان ولايزال الشعب الفلسطيني يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ويعاني أهل فلسطين مرارة اللجوء والتشرد في أصقاع الأرض أو مرارة الحصار والتضييق والغارات الإسرائيلية داخل فلسطين من دون أن تعمل قرارات الأمم المتحدة شيئا يذكر أو تعيد حقا من حقوق الفلسطينيين أو ترجع شبرا من أرضهم المغتصبة».
وفيما يتعلق بالوضع في مملكة البحرين قال: «نعيش هوة كبيرة في غياب الثقة بين السلطة والمواطن، والحاجة ماسة في هذا الصدد لقانون العدالة الانتقالية وتعويض المتضررين من حقبة أمن الدولة».
وعلى الصعيد الدولي ذكر الستري أنه «بينما تنعقد قمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية الراهنة في بولونيا بهدف التوصل لمعاهدة جديدة لما بعد معاهدة كيوتو يخشى علماء المناخ أن يؤدي الذوبان التدريجي للثلوج إلى انهيارات ينجم عنها ارتفاع متسارع للمياه»، مؤكدا أنه «قد تكون مسألة إجراء مفاوضات في قمة المناخ متأخرة بالنسبة إليه وغير ذات معنى».
وتابع «أمام قلق العلماء المتزايد تستمر الحكومات في تصريحاتها التي تضع مسألة الكلفة المترتبة على خفض الانبعاثات الكربونية في مقدمة اهتماماتها وتقدم أولوية الأرباح المادية الجشعة على حياة الشعوب وحماية البيئة من التدهور بشكل أكبر»، مستشهدا بأن حجم المساعدات التي تقدم للدول النامية لا تتعدى سبعة من عشرة في المئة من الناتج القومي للدول الغنية بينما يصل حجم انبعاثاتها الغازية والكربونية الملوثة للهواء 90 في المئة.
وبين الستري «أن الحقوق لا تتجزأ، بل تشكل منظومة واحدة مترابطة، وان التمادي في الأخطاء والفساد ستكون نتيجته كوابيس متلاحقة سواء على صعيد الجانب المالي والاقتصادي أو البيئي والمناخي ومن ثم الغذائي وتأثيره على معدلات المجاعة والفقر الذي سيكون مؤداه طبعا المزيد من الاضطرابات وتهديد السلام على مستوى العالم»
العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ