أثبت المسلسل السوري «باب الحارة» بجزئه الأول والثاني نجاحه على نطاق جماهيري واسع، إذ تابعه الناس بهوس خلال شهر رمضان الماضي، بل مازالوا يستمتعون بإعادة متابعته، وخصوصا أن محطاتنا العربية هي الأخرى أصابها هوس إعادة عرض المسلسل بجزأيه لجذب انتباه المشاهدين، ما جعل «باب الحارة» يسطر اسمه في تاريخ المسلسلات العربية الناجحة وهذا ما أكده ليس النقاد العرب فقط، بل المشاهد العربي كذلك.

إن كنت تشك في أن المشاهدين العرب كبارا وصغارا أصابهم مرض «هوس باب الحارة» فعليك متابعة المواقف التالية:

قبل أيام التقيت شخصا قريبا لي في أحد الأسواق - لم ألتقه منذ رمضان الماضي- فسألته عن غيبته الطويلة، وخصوصا أني عندما أسأل عنه تخبرني أمه أنه يتابع التلفزيون، فقال: أنا مشغول جدا... جدولي مزحوم بمتابعة مسلسل «باب الحارة» واحد واثنين. استغربت من كلامه، فتابع حديثه قائلا: أتابع الجزء الأول الساعة الثالثة ظهرا عند عودتي من المدرسة مباشرة على قناة «...»، ثم أتابع حلقات الجزء الثاني الساعة الخامسة مساء على قناة «...»، بعدها أتابع الجزء الأول في حلقة متقدمة على قناة «...» في الساعة السابعة مساء، وبعدها أتنقل بين الفضائيات لمتابعة المسلسل، إذ إن ما يزيد عن 10 فضائية تعيد عرض المسلسل باستمرار.

فاجأني جدوله المزدحم، فسألته: أنت تعرف كل الحوادث في الجزأين، فلماذا تتابعه، ألم يصبك الملل؟!، فأجاب: لماذا يصيبني الملل، أحداثه مشوقة وشخصياته قوية، وخصوصا معتز... بين أصدقائي وزعنا شخصيات مسلسل باب الحارة على أنفسنا، فأنا على سبيل المثال «معتز»، وهناك «الزعيم» و»العقيد أبوشهاب»، و»أبوعصام» وغيرها من شخصيات المسلسل، حتى «الإدعشري».

كان هذا نوعا من الهوس، أما النوع الثاني وهو الذي لم يصلنا في البحرين حتى الآن، وإنما أخبرنا به شخص زار سورية أخيرا، إذ قال إن الأطفال في شوارع دمشق أخذوا يتشبهون بشخصيات «باب الحارة» في زيهم، ومن أهم تلك الشخصيات «معتز» و»أبوبدر» وأبو غالب» وهي أسماء ضحكنا كثيرا من تصرفاتهم في المسلسل.

لم يتوقف الهوس عند هذه النقطة، بل إنك إن زرت سورية هذه الأيام فستجد يافطات على المحلات التجارية كتب عليها العبارات الآتية: «يباع لدينا بليلة أبوغالب» وبجانبها عبارته المشهورة «بليله بلبلوكي...». كما تجد يافطات أخرى كتب عليها «يباع لدينا أزياء سعاد خانوم، وأبوعصام، ومعتز، والعقيد أبوشهاب».

إذا لم ينتهِ هوس الناس بـ «باب الحارة» واحد واثنين بعد، فمتى سينتهي؟!، وخصوصا أنه لم يتبق على شهر رمضان المقبل سوى أشهر قليلة، وهو الموعد المحدد لعرض «باب الحارة 3»