العدد 2012 - الأحد 09 مارس 2008م الموافق 01 ربيع الاول 1429هـ

حزب الله البحرين

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لم يحدث أن تم استهلاك تهمة ما في أي مجتمع من المجتمعات حول العالم كما استهلكت تهمة الانتماء لـ “حزب الله” في البحرين، وبحسب ما تقتضيه طبيعة هذا المسرح السياسي الذي ابتلينا به، فإن أي حدث أمني جديد/ اختلاف في الآراء/ تباين في وجهات النظر لابد أن يعيد لأذهان البعض هذه التهمة - حزب الله البحرين - لتكون ردة الفعل الأولى الجاهزة والمعلبة، وتليها طبعا دعوات اللجوء إلى تطبيق قانون الإرهاب!.

كل ما يحدث في البحرين اليوم لا يحمل إلا تفسيرا واحدا، وهو أن أجندة خلايا حزب الله البحرين بدأت مخططاتها، ولا يعلم إلا الله، متى تنتهي هذه الأجندة التي كلما توقعنا أن يخرج أحدهم ليقول انتهت، قال: بدأت!. وخلاف أن نقر بأن توزيع الاتهامات وفق ثنائية (فريق التقرير المثير للجدل/ فريق حزب الله البحرين) أصبح سمة ملازمة من سمات مجتمعنا، فإن أي تفسير آخر لا يمكن أن يكون ذا وجاهة وتقدير، وخصوصا أن الصفوف الأولى في الطرفين قد حيدت حكماء الفريقين لصالح أصحاب الخطابات والنزعات التي غذاؤها الطائفية وبث الفتنة.

إذا كانت أجندة حزب الله البحرين المزعومة لم تكن قد انتهت حين صوت الآباء والأجداد على أن حكم البحرين عربي وتحت حكم العائلة المالكة الكريمة أوائل تأسيس الدولة، وإذا كانت هذه الأجندة لم تنته أيضا في العام 2001 حين توافق البحرينيون كافة تحت هذا المشروع الإصلاحي يدا بيد، وحين حملوا مليكهم على الأعناق مهللين ومرحبين، وإذا كانت لم تنته أيضا، حين دخلت المعارضة العملية السياسية بعد سنوات القطيعة الأربع، فإن السؤال المنطقي لن يكون: متى تنتهي هذه الأجندة؟، بل هو: أية حماقة تلك التي روجت وأسست للسؤال نفسه وللتهمة بعينها، وأية حماقة تلك التي مازالت تبحث له عن إجابة؟!.

الاستهداف الذي تعرضت له مزرعة كرزكان هو بالتأكيد عمل تخريبي مرفوض، لكن توزيع الاتهامات - كما هو معتاد - صوب فئة من فئات الشعب مرفوض أيضا، وخصوصا أن الكثير من الحوادث الأمنية التي عصفت بالبحرين والتي تم تنسيق زمكاناتها بدقة متناهية، تؤكد أن قبالة أسطورة حزب الله البحرين ثمة فئة كانت قد تكفلت بصناعتها في البدء واليوم لا مهنة لها سوى أن تعمل على تأجيج الوضع أولا، وتسميم أي فرص للالتقاء الوطني ثانيا، وتحويل الرأي العام من التركيز على قضايا الفسادين الإداري والمالي والتمييز وغيرها إلى قضايا أخرى تتصف بالتشويق وملامح الحبكات البوليسية ثالثا. تعودنا ألا تخرج وزارة الداخلية بنتائج، وطويلة هي سلسلة القضايا المعلقة التي أخرجتها الصحافة المحلية كوارث وطنية وانتهت ضد مجهول لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2012 - الأحد 09 مارس 2008م الموافق 01 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً