مازالت الـ 40 مليون دينار لمكافحة الغلاء حديث الناس، وخصوصا مع اللغط والاختلاف، بل وعدم وضوح آليتها إلى الآن... وأجد من المفارقة أن يصاحب الغلاء وشكوى الناس من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية تحديدا، انطلاق الحملة الوطنية لمكافحة السمنة، لتكشف لنا عضو مجلس الشورى ندى حفاظ، 40 أخرى لكنها ليست نقدية، إنما هي نسبة الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عاما من سكان البحرين المصابين بمرض السمنة!
أظن لو أن الحملة تأخرت قليلا فإن النسبة التي خرجت بها (من دون أن تحتاج إلى أشهر للتداول) ستقل كثيرا، وستوفر كثيرا من الجهود التي تبذلها، إذا ما استمر الغلاء ينهش في الناس، واستمرت الحكومة بتعطيل صرف «المعونة» التي ربما تمكنهم من شراء سلعة أساسية كالأرز الذي زاد سعره بنسبة 40 في المئة أيضا، وهو الوجبة الأساسية اليومية في البيت البحريني، ويعول عليه الكثيرون في الكروش المتدلية وزيادة الأوزان عموما، وكأن زيادة سعر الأرز خطة مقصودة من قبل الحملة للوصول إلى هدفها في مكافحة السمنة؟!
الشعب على موعد مع الجوع، ولا يستجدي أملا في معونة الغلاء، فكرشه بعد مدة ستنكمش، وكان من الأجدى بالحملة أن تستهدف فئة أخرى، بطونهم ليست منتفخة بقدر جيوبهم، والأرز من سمنتهم براء، ونهمهم لا تحده «40»، إذ يمتد برا وبحرا (وربما جوا)، وما اتبعوا مقولة «أكل الشبعان حرام» لأنهم كلما «بلعوا» قالوا «هل من مزيد»؟!
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ