لو كانت ثمانية من الحيوانات الأليفة في إحدى الولايات المتحدة الأميركية واختفت لمدة ثماني ساعات فقط وليس ثمانية أيام لقامت قائمة البيت الأبيض واستنفر البيضاويون فيه كل إمكاناتهم للبحث عن تلك الحيوانات الثمانية! ومن يعتريه ريب في ذلك فليلقي ببصره على صفحات الإعلانات المبوبة في الصحف الأميركية ليحصي عدد إعلانات البحث عن حيوانات اختفت غالبيتها من القطط!
البحرينيون الثمانية الذين خرجوا يوم الجمعة الماضي ولم يعودوا كان نصيبهم من اهتمام وزارة الخارجية ثلاثة أسطر لا غير، وجاءت هذه الأسطر بعد أربعة أيام من الصمت المطبق لتقول إن «الثمانية محتجزون» وكفى الله المؤمنين شر القتال!
الأيام الأربعة التي سبقت أسطر وزارة الخارجية كان فيها أهالي الثمانية لا يعرفون لأبنائهم أرضا ولا سماء، وكان خبر الاختفاء يتصدر أخبار الصحف المحلية، ومسئولو وزارة الخارجية «صم بكم فهم لا يعلمون»!
عندما تمخض جبل الصمت وولد أسطرا ثلاثة، تفاءل الأهالي، واعتقدوا أن وقتهم سيتوزع بين منازلهم وبين وزارة الخارجية التي ستوافيهم بالمعلومات أولا بأول عن أبنائهم المحتجزين، إلا أن الصمت كان سيد الموقف لدى المعنيين في الوزارة «فلا خبر جاء ولا وحي نزل»!
لا أتعس من أن تشعر أن حياة قطة لمجرد أن لها شعرا كثيفا تساوي حياتك مرات بعدد ما تحمل من شعر على ظهرها! ثم ماذا لو كان المختفون ليسوا ثمانية بل واحدا فقط ولكن من إحدى الإمبراطوريات الشقراء؟ هل ستكتفي «الخارجية» بسطور ثلاثة؟
وصل الحال بالأهالي إلى أنهم لا يعرفون إلى من يلجأون؟ ومن يسألون؟ ولمن يشكون؟ وهل احتجازهم يمنع من توفير أبسط المعلومات عنهم؟ وطمأنة الأهالي على وضعهم؟ وإذا كان اختفاء ثمانية بحرينيين في أقرب بلد للبحرين يمنع وزارة الخارجية من الحصول على أدنى معلومات عنهم، فماذا ستفعل هذه الوزارة لو اختفى بحريني في أحد أحياء زيمبابوي، أو أحد أزق زنجبار؟!
الأمل ألا نتمنى يوما من الأيام أن نكون قططا شقراء حتى يزيدنا ذلك أهمية عند مسئولينا، وأتمنى أن نقتنع أبدا بأن حديث «المواطنين هم الثروة الحقيقية» مجرد شعار للاستهلاك، وواقع الحال هم لا ثروة ولا حتى بطيخ ولا هم يحزنون!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ