العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ

خطابات ورسائل قصيرة من أميركا وأستراليا ستربحك الملايين

عندما كان عمرها في بداية العشرينات كانت تتسلّم رسائل من خارج البحرين تفيدها بأنها ربحت ما يقرب 5 آلاف دينار إلا أن عليها أن تقوم بإرسال 500 دينار وبعدها ستتسلم جائزتها خلال أسبوع تقريبا.

هذه المواطنة دائما ما كانت تتلقى هذه الخطابات في الرسائل إلا أنه بعد ما يقرب من أكثر من 10 أعوام فوجئت أختها الصغرى بإرسال خطاب لها من الشركة نفسها التي كانت ترسل إلى أختها سابقا، غير أن الفرق في هذه المرة أنه تم إرسال رسالة قصيرة لها إلى جانب الخطاب المرسل.

الأخت الصغرى لم تصدّق ما يحدث فهي دائما ما تتمنى أن تحصل على جائزة مالية، لذلك فإن فرحتها كانت لا تصدّق وخصوصا أن المبلغ التي فازت به كان 95 ألف دولار، وكان من المفترض أن تقوم بإرسال مبلغ على رقم حساب كان موجودا في الخطاب والرسالة النصية ولولا أنجدتها أختها الكبرى لكانت أرسلت مبلغ يقرب من300 دينار حتى تفوز بباقي المبلغ.

إن هذا الحادث مرّ عليه تقريبا أسبوعين ومازال يتكرر لبعض المواطنين والمرسل ما زال مجهولا، فهو يبعث بالرسائل من بلد مختلف ويرسل الرسائل النصية من دول غير معروفة وكأنه يعرف جميع الأرقام وعناوين جميع المواطنين وغير المواطنين سواء من البحرين أو من خارجها.

ويعتبر البعض أن مهنة النصب والاحتيال جديدة ولم تكمل الخمس سنوات من عمرها إلا أن هذه المهنة قديمة؛ فمنذ الثمانينات كانت شركات من خارج البحرين ترسل رسائل من هذا النوع إلى مواطنين بحرينيين، الذين يفاجأون بأن هناك خطابات تصل إليهم من الولايات المتحدة أو من أستراليا على رغم أنهم لم يغادروا البحرين ولو لدقيقة واحدة، فكيف تصل إليهم هذه الرسائل وكيف لهؤلاء أن يعرفوا عناوين منزلهم؟ وإن كانت لهم معرفة بذلك، فما فائدة إرسال هذه الخطابات؟ هل تعتقد هذه الشركات بأن هناك مجيبا لها؟ وإن كان لها مجيب في السابق هل كان عدد هؤلاء كثير؟.

الكثير من المواطنين يؤكدون أن هذه الخطابات تصل إليهم وهم ليسوا مشتركين فيّ أي من تلك الشركات التي تقوم بإرسال الخطابات لهم أو الرسائل النصية، مشيرين إلى أنهم حاولوا الاتصال على أرقام هذه الشركات إلا إنه لا فائدة من اتصالاتهم.

مواطنون: جربنا وخسرنا

وربما يعتقد البعض بأنه ليس هناك من يقوم بتلبية دعوات هذه الخطابات سوى القليل، إلا أن ذلك غير صحيح؛ فالمواطن حسن ميرزا كان أحد الضحايا الذين وقعوا ضحية في يد شركات النصب والاحتيال، إذ قال: «كان ذلك قبل ستة أعوام تقريبا إذ تم إرسال خطاب على عنوان منزلي فلم أصدق وخصوصا أني كنت مشترك في مسابقة قبل فترة من إرسال هذا الخطاب، لذلك فإني اعتقدت بأني فزت وأنه لا بد علي أن أدفع مبلغا وقيمته 560 دينارا بحرينيّا حتى أحصل على جائزتي التي كانت عبارة عن مبلغ يقدر بـ500 ألف دولار».

ويضيف: «وبفرحتي بذلك لم أتذكر أن العنوان الموجود على الخطاب ليس متطابقا مع العنوان الذي أرسلت فيه إجابة المسابقة (...) قمت بالاتصال على رقم الاتصال وبعدها بادرت بتحويل المبلغ المراد مني على الحساب الموجود وبعدها قمت بالاتصال مرة أخرى لأخبرهم بأني قمت بتحويل المبلغ وأخبروني بأنه خلال الأيام المقبلة سيتم إرسال المبلغ على حسابي ومعه المبلغ الذي قمت بإرساله سابقا وذلك كضمان».

ويواصل حديثه: «مر أسبوع ولم أجد شيئا وبعدها قمت بالاتصال وبالطبع كان الاتصال موجّها إلى إحدى الدول العربية لأفاجأ بأنه لا يوجد أحد يرد على مكالماتي (....) حاولت التحدث إلى أحد المحامين في البحرين من دون أية فائدة تذكر، ومن بعد هذا الخطاب بسنتين فوجئت بخطاب آخر من شركة أخرى بدولة أخرى إلا أني تجاهلت ذلك؛ إذ إن ما حدث معي من خسارة أكدت لي أن هذه الشركات شركات نصب واحتيال».

من يحمينا «العقل أم حب المال»؟

كلمة أخيرة نقول فيها لهؤلاء، ضحايا النصب والاحتيال، إن الإنسان بنفسه في هذه المواقف يجب أن يحمي نفسه بنفسه؛ إذ لا يوجد أحد يحميه، فلو يحكّم الإنسان عقله ويقرأ هذه الخطابات والرسائل القصيرة أكثر من مرة فسيتأكد أن هذه الشركات وهميّة؛ فكيف لشركة في دولة لم يزرها مسبقا أن تعرف اسمه وعنوانه ويفوز معها بجائزة؟ فإن صحّ وجود هذه الشركات فلا بد أنها تمتلك دليل العالم أجمع حتى تقوم بما تقوم به من عمليات نصب واحتيال، لذلك فلابد من الإنسان أن يتأكد قبل أن يقوم بتصديق مثل هذه الشركات التي انتشرت في البحرين أيضا في الفترة الأخيرة.

العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً