العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ

القطان يحذّر من سرقة الأموال العامة والخاصة ونسيان الآخرة

حذر خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في حديث الجمعة أمس من نسيان الآخرة والذوبان في حب الدنيا وسرقة الأموال العامة.

وقال القطان: «عنوان سعادة المرء ودلائل توفيقه، إنما يكون في إنابته لربه واستقامته لدينه وشرع الله في جميع أيامه وإقباله على الله بنية صادقة وألا تشغله الحياة الدنيا عن الاستعداد للحياة الباقية وذلك سبيل الصالحين ونهج المتقين، فإن هؤلاء الصالحون على الرغم من انشغالهم بأمور الدنيا إلا أن ذلك لم يكن حائلا بينهم وبين استحضار هيبة الله والقيام بالعبودية حق القيام، وهكذا نهج المسلم الذي يستغل الحياة الدنيا للفوز بالحياة البقاية والظفر بالحياة الأخرى، وإن الحياة الدنيا عرض زائل يأكل منه البر والفاجر، مهما طال الأجل سرعان ما انقضى وإنما هي قنطرة إلى الجنة أو النار». وأضاف «فواعجبا لهذه الدنيا كيف خدع بها الناس وغرهم طول الأمل فيها، وهي ليست إلا لعب ولهو وتفاخر وتكاثر، سراب لامع ولكنها سيف قاطع وكم جرعت غصصا، وكم أحزنت من فرح فهي خداعة مكارة، ساحرة غرارة، وكم هرم فيها من صغير وذل عزيز، أحوالها متبدلة وشئونها متغيرة، فلا ترى فيها إلا راحل إثر راحل، ما هي إلا أيام معدودة وساعات محدودة، حوادثها كثيرة والناس عنها غافلون، طلوع وأفول، مدن تعمر وأخرى تدمر وسبحان من لا يتبدل ولا يتغير».

ولفت القطان إلى «أن من عظيم الأسف، أن يكون كثيرون في غفلة من ذلك، وكأن لا حياة لهم إلا الحياة الدنيا، وإذا استولى حب الدنيا على المرء أنساه ذكر الله، ومن نسي ذكر الله أنساه الله نفسه، وكما يقال (حب الدنيا رأس كل خطيئة)، وإن من مظاهر الدنيا على الناس ألا يكون لهم هم إلا حب الدنيا وجمع الأموال حتى سلكوا في ذلك سبلا مشبوهة محرمة، وكم من المجتمعات المسلمة ممن ضغط عليهم حب الدنيا حتى قادهم ذلك إلى ارتكاب المحرمات، وهذا الداء هو ما أودى بالأمة إلى الضعف والهوان حتى تحكم الأعداء في خيراتهم، وألحقوا بشعوبنا النكال».

وأشار إلى «أن ما يحدث في فلسطين الجريحة عن طريق الصهاينة الغاصبين، وخصوصا في غزة وتدنيس المحرمات، إنما هو نتيجة تهاون المسلمين وابتعادعهم عن دينهم وكتابهم وإعراضهم عن الله وعدم مبالاة بما يجري لإخوانهم من مصائب حتى ابتلاهم الله بهؤلاء الحاقدين الذين استرخصوا مقدساتهم».

وقال: «لا تكونوا ممن استولت عليهم الغفلة وغرتهم الأماني والآمال الخادعة حتى غدوا ولا هم لهم إلا هم حب الحياة الدنيا، يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، أفلا نتعض بقوارع التنزيل ومن تشييع الأحبة في كل يوم، ألا نتعض بالراحلين في كل يوم إلى الدار الآخرة في رحلات متتابعة يذهب فيها الآباء والأحبة والأمهات والأبرار والفجار، يدفنون وينتظرون النفخ في الصور فيخرجون من الأجداث». ونوه القطان إلى «متى يستعد للموت من أغوته عن الله سحائب الهوى، متى يستعد للموت من هجر القرآن وترك الصلاة وارتكب المحرمات، متى يستعد للموت من سلب الأموال العامة والخاصة، متى يستعد للموت من تعدى على الحرمات والآمنين... اتقوا الله وتذكروا قرب الرحيل من هذه الدار وأعدوا ليوم الممات عدته»

العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً