العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ

قاسم: تسييس رخص المساجد والمآتم قانون أمن دولة يستهدف الدين

انتقد خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم في حديث الجمعة أمس قرار وزير العدل والشئون الإسلامية بشأن رخص المساجد والحسينيات والذي نص على «عدم إصدار رخص لمساجد وحسينيات إلا بعد الموافقة الخطية من وزارته، هو أمر مستهدف لوضع الدين».

وقال قاسم: «إن الموافقة السياسية شرط رئيس حسب البيان، وإن تمت الشروط والمقتضيات الأخرى وألحت الحاجة للمساجد أو الحسينيات، ومن دون الموافقة السياسية لا مسجد ولا حسينية، وهذا قانون أمن الدولة الذي بدأ يظهر في وجه إشادة مسجد أو حسينية أو بنائهما، وهذا قانون أمن دولة خاص بالمؤسسة الدينية، وهذا قانون توزيع دوائر انتخابية جديد يطبق في حق دور العبادة، وهو مطاردة سوفياتية للدين في بلاد الإسلام والمسلمين من حكومات هذه البلاد وليس من الاتحاد السوفايتي المنتهي».

تواعد بحرق غزة والعرب ينتظرون

وانتقل قاسم للحديث عن التطورات في قطاع غزة، مشيرا إلى التواعد من الجانب الإسرائيلي والانتظار للمحرقة من العرب «الخيار ليس أن تتوقف صواريخ القسام وتتحول غزة إلى محرقة من الفلسطينيين، الخيار هو إما أن تستسلم غزة، وتنتهي حكومة حماس وتعطي يد الذلة لأميركا و(إسرائيل) وتدخل في السيادة المطلقة لـ (إسرائيل) وهذا هو الخيار، وهذا الخيار ليس خيار (إسرائيل) فحسب ومن المؤكد أنه خيار أميركا والغرب وكثير من الدول، والشعوب تظن أنه خيار دول عربية كثيرة، وذلك لحساسية مفرطة جدا من الإسلام السياسي تعيشها كثير من الأنظمة من الإسلام السياسي».

وأضاف «من كل المواقف والتصريحات تعرف التوافق على مواجهة الإسلام السياسي، بل تعرف التوافق على مواجهة الإسلام، وفي القضية اجتمع وزراء الخارجية العرب وخروجوا بنتيجة في صالح غزة، وهو تنديد بالهجمة وحرق غزة... تنديد تفعله أي جمعية صغيرة ومسجد صغير، ورئيس فلسطين علق المحاورات مع (إسرائيل) مؤقتا... نعم صاحبة الأمر والنهي رايس مقدمة على كل شيء في المنطقة العربية، أما أصل المشكلة في نظر السلطة الفلسطينية ودول عربية كثيرة، فهو تمسك حماس بإطلاق الصواريخ في اتجاه الجانب المحتل، وأما الأمة فإن دور الأمة العربية في تقلص ويكاد أن يتلخص وجودها في واقع الأنظمة التي رضيت التبعية الذليلة للغرب وهان عليها أن تعترف لـ (إسرائيل) بالسيادة المطلقة».

وبين قاسم «إذا أردنا أن نحسن النية في الموقف العربي الرسمي، فلنا أن نقول إن كثيرا من الحكومات العربية تعيش حال الانتظار السلبي والبارد وتنفيذ العدو للمحرقة الواسعة لغزة وأهلها لتندب غزة وأهلها كما تندب العجائز الثكلى أبنائها. أما حرق حماس فهو أمنية وليس أمرا لا يكترث له فحسب، وذنب حماس أن طرحها يرفع شعار الإسلام، وأنها تصر على مواجهة الغزو الإسرائيلي».

قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا

وتحدث قاسم عن مناسبة وفاة الرسول الأعظم (ص) والشعار الذي رفعه في رسالته قائلا: «هذه كلمة الحرية الصادقة، كلمة العدل والمساواة، كلمة الخير كله، كلمة سعادة الدنيا والآخرة، قولوها لأنفسكم الأمارة بالسوء، قولوها في كل التحديات في داخل النفس والخارج، ولكل الفراعنة والطغاة، قولوها في كل موقف صعب شائك، قولوها عند كل شهوة سائرة، وعند كل إغراء مستفز، وعند كل رعب مزلزل، هذه هي الكلمة الأولى التي جاء بها رسول الله (ص) وانبثقت منها وسارت على خطها كل رسالته، بكل ما في تلك الرسالة العظيمة من تفاصيل، وبها جاءت رسالة الأنبياء».

وقال: «غاية الرسالة هي انتشال الخلق من كل مشكل، والمنطلق الأول للانتشال هو التغيير الصالح الإيجابي للإنسان، والمغير الإيجابي الصالح والمغير الوحيد على طريق صناعة النفس الصناعة الإيجابية والصناعة الصالحة ليس هو إلا التوحيد... قولوها عقيدة صادقة ومشاعر حية ومنهج حياة، قولوها علاقات هادفة قولوها سلوكات منضبطة... هي ليست كلمة لسان، وليس أثقل ما فيها أن نقولها لسانا، هي عقيدة، هي شعور، هي رؤية هي منهج ومواقف».

ولفت إلى أن «الإصلاحات الصغيرة والكبيرة المفصولة عن مركز التوحيد لا يمكن أن تمثل الغاية في نظر الإسلام، وهي غير قادرة على حل المشكلة الحل الجذري، ولا يتأتى لها على الإطلاق أن توفر المعالجة المطلوبة في الحياة والآخرة من دون أن تسمو بالإنسان السمو الذي خطط له الإسلام. ومن حق الناس حين تلم بهم الضغوط أن يتحركوا، ولكن ليس لهم أبدا أن تستغرقهم الأوضاع وأن تصرفهم المشكلات عن الهدف الكبير وهو التوحيد الذي يضمن سعادة الدنيا والآخر ويعطي حلا لكل المشكلات».

وأضاف «يتفق المسلمون ويختلفون بشأن ما يريده القرآن من بعض الموارد، وحول ما يريد الرسول (ص) في موارد تلتقي أو تختلف عن تلك الموارد. فدعونا من موارد نختلف على فهمها قرآنا وسنة، ولكن كم هي الموراد التي نتفق عليها، وما أكثر هذه الموارد... فلم نختلف في هذه الموارد التي نتفق بأن القرآن نادى بها وأن الرسول (ص) نادى بها أيضا؟».

وأوضح «ألا نعلم جميعا بأن القرآن الكريم والسنة المطهرة آخى بين المسلم والمسلم وفرض عليهم أن يكونوا صفا واحدا في مواجهة الصف الكافر؟ أيختلف مسلمان على هذا؟ فمن أين جاز لنا قرآنا وسنة أن تتحدث الصحافة العربية والقنوات العربية والإذاعات العربية والتصريحات العربية عن خطر على العرب تتحدث عنه أميركا، وتشيع ثقافته أميركا، أميركا هي الصديق والمسلمون هم العدو، أميركا التي تستعبد وتقتل وتستنزف خيراتنا في كل البلاد العربية، أميركا التي ما وقفت في يوم من الأيام مع العرب ضد (إسرائيل)، وما وقفت في يوم من الأيام الموقف الحيادي في الصراع العربي الإسرائيلي؟»

العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً