عندما كنا نتكلم وسط جدار من الخوف والقلق الشديد على مستقبلنا الوظيفي، كان الجميع يخرسهم الخوف على مناصبها، بل أن البعض كان يخاف أن يُفعل به ما فُعل بنا من نفي من مرحلة إلى أخرى، تتلاعب بنا أيد خفية لا وجود لها، ونتلقى الضربات الضربة تلو الضربة، حتى وضع مستقبلنا على كف عفريت، ولكن عون الله ودعمه أظهر الحقيقة كعين الشمس.

اليوم، وبعد كل تلك المعاناة، أجد في الصحف من يتكلم عن تحسين أوضاع المعلمين، وإنني هنا لا أغفل دور «الوسط «في الكشف عن حال المعلمين، فلولا وقوف رجالها ونسائها في وجه تلك العواصف لما سمعنا حتى اليوم ما يشير إلى ذلك.

واليوم أيضا، أعتقد أن الوقت قد حان كي يرجع إلي حقي الأدبي والوظيفي بعد أكثر من خمس سنوات من العقاب. وفي الحقيقة أرى أن الحقوق لا ترجع إلا بمعاقبة من دبر نقلي التعسفي، ولو أردت لذكرته بالاسم، ولكن هل يجوز أن يمرر ذلك من دون عقاب؟

أما إذا أرادت وزارة التربية الإصلاح في هذه الامة فعليها أن تنظف كراسيها من كل متعسف يستخدم سلطته التي منحتها له في تدمير الكادر التعليمي، وخصوصا تلك التي أظهرت تقارير الوزارة فيها التراجع وتدني مستوى مخرجاتها، وإني أعتقد أن لو أرضي المعلمين أدبيا فإن ذلك سيكون له أطيب الأثر في نفوسهم.

ثم أن البُعد المادي للمعلمين أكيد جدا، وهو مطلب أعلم أنه صعب التحقيق ولكنه ليس مستحيلا، كما أنه يضمن رعاية أكبر لفلذات أكبادنا.

والضمان الصحي الذي يضمن للمدرس الكشف الدوري والعلاج المجاني في مستشفيات متخصصة وبأيدي مهرة، وهي تقلل من ساعات الانتظار في المراكز العامة، ما يوفر على المدرسين الوقت والجهد.

بعد ذلك يأتي دور تخفيف العبء الوظيفي وفتح أبواب جديدة للتوظيف كما في تقليل عدد الحصص وابتكار وظيفة مساعد معلم ومراكز التصحيح وإخراج الامتحانات، وحصص الانتظار ومراقبة الساحات... كل تلك الأعمال تفتح الباب نحو وظائف جديدة تمتص جزءا من البطالة في المجتمع.

وأخيرا، دعوة إلى المجتمع البحريني الأصيل إلى أن يعود إلى احترام المدرس وتقدير جهده أسوة بالمجتمعات المتحضرة وسابق عهدنا بمجتمع البحرين، إذ إننا نتوسم فيكم الاقتداء بالأجداد، ونشم منكم عبق الماض العريق.

سلمان حمزة