العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ

رسالة إلى سيد الشهداء

يا أبا الأحرار... يا سيد الثوار... يا سليل المجد... يا نور الجنة وسيد شبابها... يا سيد الشهداء... يا أبا عبدالله... يا رافع لواء الانتصار... يا مشعلا للحرية... عليك مني سلام أبدي دائم سرمدي لا ينقطع... ودمعي عليك ينهمر بلا توقف... إليك تنحني الهامات إجلالا واكبارا لهامتك العالية... وإليك يثور الدم التواق للجنة... وإليك يرتفع عويل الثاكلات... وإليك يهدى صراخ الرضع وصياح الصائحات... أنت الذي وهبت دمك الغالي للدين العزيز... فإليك دمي أهديه يا أكرم الشهداء... فليتني أكون في رياض جنة الطف معك... وليتني أكون في علياء حضرتك حاضرا... وليتني أكون على عتبة مدخل مرقدك واقفا... وليتني أرى نفسي أمام موضوع منحرك الشريف متربعا... ليتني أرشف من رحيق شفتيك إيمانا... وليتني أقبل يدك التي رفعت لواء الرفض للظالمين... وليتني أحظى منك بمسحة رفق على رأسي المرفوع بحبك... فيا له من موقف تهتز له جبال مكة ويثرب... يا له من موقف تتهاوى عنده جميع المواقف... يا له من موقف يفتت الصخر الصم... إنه موقف الشموخ والعزة والمنعة... إنه موقف الإباء... إنه موقف الصمود والرجولة... إنه موقف لا يتكرر عبر التاريخ... ويا له من يوم اسودت فيه الدنيا كسواد قلوب قاتليك... ويا له من يوم لا كان ولا يكون إلى يوم الدين... ويا له من يوم أريقت فيه دماء الطهر من آل النبي... فلا يوم كيومك يا أبا عبدالله... ولا ساعة كساعة وقفتك وحيدا... ولا لحظة كلحظة حز منحرك الشريف... وقفت تتحدى الألوف... وتواجه السيوف بأرض الطفوف... فغدا بالشمس كسوف... وبالقمر خسوف... فلم يكن ذلك مألفا من المألوف ولا معرفا من المعروف... فأمسى وجهك كالبدر المخسوف... وبالدماء أمسى جسمك مغتسلا... وعلى أديم الأرض بقيت مرملا... وصرت إلى الجنان مهرولا... ولجدك المصطفى مقبلا... وإلى أبيك وأمك وأخيك مترجلا... خاب من عاداك... وخاب من حاربك... وخاب من ناصب لك العداء... وخاب من أشهر في وجهك سيف الجور والبغي... وخاب من أدار لك ظهره مخالفا... وخاب من كان لك معارضا... وخاب من سدد سهام الخيانة والغدر إلى قلبك العامر بالإيمان... وخاب من سمع واعيتك ولم يجبك... وخاب من سمع استنصارك ولم ينصرك... وخاب من رآك وحيدا ولم يؤويك... وخاب من شارك في قتلك ولو بكلمة. ايه يا حسين... أنا الذي أهواك... أنا الذي أعشقك... أنا الذي أذوب فيك هياما... أنا الذي بقائي من بقائك... أنا الذي نهايتي بنهايتك... أنا الذي اسمك يشجيني... أنا الذي ذكرك يهيجني... أنا الذي حبك يريحني... أنا الذي منك وإليك... أنا الذي معك ولست عليك... أنا الذي طيب رائحتي من طيبك... أنت هوائي الذي أتنفسه... أنت غذاء روحي وبدني... أنت روحي... أنت دواء جروحي... وأنت طبيب علتي... وأنت بياض وجهي... وأنت صفاء قلبي... وأنت نقاء سريرتي... وأنت سلام حياتي... فسلامي عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.

عبدالنبي سلمان المخوضر

العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً