العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ

إلى جنة الخلد يا مقابي

في ذكراك بكت النفس دما بدلا من الدموع، وندمت على كل دقيقة قضيتها بعيدا عنك، وكم تمنيت لو أنك أمامي وأركع عند قدميك الطاهرتين وأقبلهما كما لو كانت حياتي مرتبطة بهما، كنت لي مظلة أستظل بظلها وسورا منيعا يحميني من هبات الرياح ومن كل شر يتربص بي من نفسي ومن الآخرين. كنت تقسو علي أحيانا فأضجر، وكنت تحنو أحيانا أخرى فأسعد.

آه لو كنت قد قدرت لك خوفك علي لتمنيت أن تقسو دوما فأسعد بقسوتك التي تنبع من خوفك علي. لقد غادرتني وتركتني لحرارة الشمس وفي مهب الريح التي مابرحت تعصف بي، فتارة يختل توازني، وتارة أسقط، وتارة أتدحرج كقطعة حجر. لقد غادرتني قبل أن أكتمل، وألقيت بحملك الثقيل فوق كاهلي وأيقنت عند ذلك أن الحياة رحلة مليئة بالمتاعب لا يقوى عليها إلا أمثالك من العظماء.

فقد رحلت يا أبي... واختارك الله عنده... وتركتني وحيدا أصارع أمواج الحياه المتلاطمة بعنف لوحدي ومن دون سند أو معين... ربّاه لا اعتراض على حكمك وقضائك، وليتك قدّمتني وأخرته فقد كان كل شيء ونحن من بعده لا شيء... لا شيء.

أبي الحبيب... رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وجعلني لك صدقة جارية بعد مماتك، وأثابك عني ولو أني أعجز عن فعل ما تستحق، فاقبل جهدي القليل فلم أكن مثلك يوما ولن أكون، فقد كنت مثالا للعطاء بلا حدود وما انتظرت يوما ردّا ما على عطائك. عهد علي ما بقيت حيا أن أحبك وأدعو لك، فليتني ألقاك أخيرا، وليتك تزورني دوما حتى ولو في المنام، فتعلم أني سأبذل كل ما أستطيع من أجل أن أرضيك وأنت بقبرك... سأجعل من نفسي مثالا للمثابرة والجد بحول الله وقوته.

إلى جنة الخلد يا والدي

ابنك

محمد عبدالرسول المقابي

العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:26 ص

      يتيمة

      يا والدي والله هضيمه === أنه اصير من صغري يتيمه والنوح من بعدك لجيمه === أثاري الأبو يا ناس خيمه يفيي على ابناته وحريمه

اقرأ ايضاً