العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ

اتفاق على مواجهة خطر «الطائفية» وعرفان بجهود من ضحى لأجل البحرين

في لقاء احتفاء «الوسط» بالمناضل الوطني عبدالنبي العكري ...

الوسط - محرر الشئون المحلية 

07 مارس 2008

كان مساء يوم الثلثاء الرابع من مارس/ آذار الجاري يمثل لحظة عرفان بجهود كوكبة من المناضلين الذين كتبوا صفحات مضيئة في تاريخ البحرين... فذلك المساء الذي احتفت فيه «الوسط» بتكريم المناضل عبدالنبي العكري، تعطر باستذكار مواقف أسماء منقوشة في وجدان الشعب البحريني من أمثال العلامة المجاهد الشيخ عبدالأمير الجمري، والمناضل عبدالرحمن النعيمي (بوأمل) - شفاه الله وعافاه - والمحامي أحمد الشملان والمرحومة ليلى فخرو والمناضلين أحمد الذوادي ومجيد مرهون، فيما كان اللقاء يجمع كلمة حضور الحفل على مواجهة خطر الطائفية والحفاظ على اللحمة الوطنية وتسجيل العرفان والتقدير لجهود كل من ضحى لأجل الوطن.

صورة حسين موسى العام 79

وفي الحفل الذي حضره السفير الألماني هيوبرت لانغ والمستشار محمد نعمان جلال وعدد من الكتاب والصحافيين والمثقفين والناشطين، استعاد رئيس التحرير منصور الجمري شريطا من الذكريات في كلمته التي عبر فيها عن سعادته «بالجلوس الى جنب أخي العزيز الذي كان ولايزال الأخ الأكبر لي، فقد عرفته عندما كان اسمه حسين موسى وكنت آنذاك صغيرا في عقد السبعينيات، وعندما ذهبت الى بريطانيا في العام 1979، كان هناك مؤتمر للاتحاد الوطني لطلاب البحرين وربما كان ذلك المؤتمر آخر مؤتمر للاتحاد، وحملت الإصدارات التي اصدرها المؤتمر صورة حسين موسى ضيفا للاتحاد قادم من المنفى حيث تحدث بلغة غريبة آنذاك! لكنها هي لغته اليوم، على رغم أنه يشعر بأنه تحول من نمط الى نمط في بعض ما يقوله من شعارات أو ما يحمل من أهداف لكنه بقي عبدالنبي العكري ذاته».

وانتقل الجمري الى الحديث عن المعرفة القريبة بالعكري «وكان ذلك في العام 1992 بعد اطلاق العريضة النخبوية في البحرين، عندما قادت النخبة المتنورة المتقدمة على نخبتنا هذه الأيام عريضة المطالب وتخطوا العقبات الايديولويجة وطرحوا العريضة النخبوية بقياد الشخصيات ومنهم من هو معنا الآن وهو الأستاذ احمد الشملان، فبفضل تضحيات أولئك ننعم بما ننعم به اليوم».

قصة الحقيبة الصغيرة

وزاد بقوله: «عرفته في اللجنة التنسيقية بين الجبهة الشعبية وجبهة التحرير في العاصمة السورية دمشق، حينما كان يعمل وقتها مع رفيق دربه المناضل عبدالرحمن النعيمي، وفي العام 1993 التقيته عندما شكلنا المنظمة العربية لحقوق الإنسان أثناء انعقاد المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، واحتضنتنا العاصمة النمسوية (فيينا) أسبوعا كاملا رأيت فيه كيف كان عبدالنبي العكري يواصل عمله بنشاط فريد، وفي مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته، التقيته مرة أخرى، ومازلت أتذكر تلك الحقيبة الصغيرة التي تحوي أوراقا وأقلاما ومنشورات، وكان دائم البحث عن آلة تصوير المستندات (الفوتوكوبي)، فكان العكري على استعداد تام لترجمة أي مقال يتكلم عن البحرين - بأي لغة كانت - شريطة أن يتضمن الأعوام 1956 و1965 و1975، ولم أره يهدأ لحظة في لقاءاته حينما يأتي الى العاصمة البريطانية (لندن)، إذ يطلب أي غرفة، ويبدأ العمل، فعلى سبيل المثال، أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش، تقريرا من 107 صفحات في العام 1976، وكنا حريصين على ترجمة التقرير، لكنه اختصر لنا المسافة عندما زارنا وجلس في غرفة وترجم أول 20 صفحة من التقرير، دون أن يعلم بأننا في حاجة ماسة الى ترجمة التقرير».

واضاف: «هذه هي روحيته التي نعرفها عنه ببساطته وعمقه، ويشعرك دائما بأنه ابن القرية، لكنه القارئ العميق الذي يضرب امثلة بهيغل وماركس، ويستعير من الفلسفة الألمانية، ولا أخفي سرا حينما أقول إنني فهمت معنى تراكم الخبرات لأول مرة منه، وعلمت أيضا أنها من أهم الأشياء التي انتجها الفيلسوف هيغل، وكان يلقي المصطلح ويمضي لكنه كان في حركة دائمة لا يهدأ، ففي فرنسا كان له صديق في الحكومة، وفي بريطانيا كان له صديقه بروفيسور الجامعة، وهذه التشكيلة عكست فيه ميزات بحرينية كبيرة، فهو يختلف معك لكنه يدافع عنك».

بين العكري والنعيمي

ويلفت الجمري الى «إخلاص العكري للمناضل عبدالرحمن النعيمي الذي لا يتقدم عليه في شيء، وهو يستطيع أن يعمل من دون النعيمي، لكنه يعتبره القائد والأخ العزيز، وهذه العلاقة الحميمة، ليست (تنظيمية) وإنما إنسانية، فالتنظيم يعلمك أن تكون إنسانا. لذلك، فإنني أتشرف بالقول إن عبدالنبي العكري هو اخي وعزيزي وهو يوم مفرح بالنسبة لي لأن يكون معنا اليوم».

واختتم بتذكر موقف طريف حينما شاهد تلك الصورة التذكارية مع البروفيسور فريد هاليداي الذي كان يتكلم اللغات العربية والروسية والتركية، ويؤلف بعدة لغات، وهاجر من بريطانيا وعاش في إسبانيا... في تلك الصورة، كان يقف مع هاليداي في ظفار، وحدث أن دعا العكري هاليداي لزيارة البحرين في تلك الزيارة التي قال فيها عن العكري: «أنتم لا تعرفون أن عندكم ثروة وطنية»، وهي شهادة أغضبت البعض.

كلمة «شكرا» لرجل معطاء

في ترحيبه بالحضور، استعرض عريف الحفل الزميل عادل مرزوق فكرة احتفاء «الوسط» بتنظيم سلسلة من اللقاءات لتكريم الشخصيات البحرينية، مشيرا إلى أنه «في سبتمبر/ أيلول العام 2006 بدأنا بتكريم خميس المقلة وجميع طاقم فيلم (حكاية بحرينية) فكانت التفاتة الى السينما، وبعدها تم تكريم نادر كاظم الأكاديمي البحريني المعروف وكانت لفتة الى الفكر والمعرفة، وبعدها عرجنا الى المسرح مع الفنان عبدالله السعداوي، وبعدها انتقلنا إلى الزميل جعفر الجمري في الشعر ثم انتقلنا الى خالد البسام لتوثيقه تاريخ البحرين الصحافي ثم انتقلنا الأستاذ أحمد الشملان على ما قدمه من تضحيات ثم احتفينا بخليفة شاهين وهو يمثل احد كبار المصورين الذي أرخوا البحرين بالصورة».

وأضاف: «في هذا المرة، انتقلت (الوسط) إلى تكريم احد الرموز الحقوقية في البحرين، وهي امتداد لمشوار تكريم المناضلين والمبدعين من ابناء هذا الوطن الكريم ونحن مستمرون في برنامجنا هذا من حقل الى آخر».

وقال إن هذا الاحتفاء بالمناضل عبدالنبي العكري لما قدمه للبحرين، ليس لأن نعطيه ما يستحق، لكنه يمثل أبسط ما يقال لرجل قدم هذا العطاء بكلمة «شكرا».

روح شابة في كل القارات

وفي كلمة الأمين العام لجمعية «وعد» إبراهيم شريف توصيف شفاف للعكري حينما استهل شريف كلمته بالقول: «حاولت أن اكتب شيئا من ذاكرتي في الحركة الطلابية، وكنت أفكر دائما في القضية الأساسية... كلنا شبنا واصبحنا شيوخا الا هو... قلبه قلب شاب، كما كنا طلابا، غالبيتنا غادرنا هذه المرحلة ودخلنا مراحل ثانية وثالثة وبقي بومنصور كما هو... من عرفه في السبعينيات ورآه اليوم، لا يميز فيه فرقا».

وتناول أشطرا أخرى في كلمته ليقول: «هذه ميزة (حسين موسى) أكثر مناضلي الحركة الشعبية، حتى لم يعد حسين موسى يكتب اسمه الحركي الذي تعود عليه الرفاق في العالم وتحول الى عبدالنبي العكري... هو نفسه حسين الذي لم يبلغ الثلاثين من العمر، وهي نفس الروح الشابة التواقة لتكوين صداقات في كل القارات والبلاد والدفاع عن مصالح الناس».

وواصل «عندما كان عمري 16 عاما، التقيت بومنصور في الجامعة الأميركية، كما التقيت سعيد سيف وابراهيم بشمي وعبيدلي العبيدلي في العام 1974، والانطباع الذي يتركه كل من التقى حسين موسى أنه يختلف عن كل الشخصيات القيادية التي تلتقيها! بسهولة تتعرف عليه ويسقط الحطب بسبب روح الفكاهة والمرح وبساطة ابن القرية... تلتقي فيه ويترك لديك هذا الانطباع والبساطة والعفوية التي لا تغادر بومنصور».

تواضع يشعر الآخرين بالخجل

وزاد شريف «كان حسين موسى مسئولا عن العلاقات الخارجية في الجبهة الشعبية، وكان يزور الكثير من المواقع، ولا أعتقد أن هناك سياسيين في البحرين امتلكوا علاقات مثلما امتلكها حسين موسى مع سياسيين ونشطاء من خارج المنطقة العربية، وارتبط اسمه باسم سعيد شيخ وكلاهما قضى في المنفى اكثر من نصف عمره، وحمل مع نشطاء آخرين قضايا البحرين والخليج وقضايا فلسطين والأمة العربية».

وأشار إلى أن «بومنصور تخصص في العلاقات الدولية فيما انشغل النعيمي في البناء التنظيمي وتنظيم العلاقات العربية، ويصاب المرء أحيانا بالتعب من احباطات العمل السياسي وشقائه... وانا اجلس احيانا مع أم شريف ونستذكر العناء والتعب والتضحية، فإننا نقارنها بالمعاناة التي واجهها بومنصور وبوأمل، وهنا يصاب الإنسان بالتواضع فيخجل من نفسه ومن الحديث عن التعب! فماذا قدمنا لأهل البحرين؟ وماذا قدمنا من تضحيات بأطفالنا وبراحتنا وبعوائلنا مثل الشملان والنعيمي والشيخ الجمري والكثير من المناضلين؟ هذ التواضع والخجل أمام الآخرين هو الذين يجعل الإنسان يشعر بالخجل قبل أن يقول أنا تعبان».

بين مظلوم وسجين وجلاد!

ويثير شريف رمزية ذات معنى فيقول: «كيف يموت شخص مثل بو منصور، وجلاده يعجز عن قول الحقيقة أو قول كلمة آسف؟ كيف يطلب المظلوم والسجين المصالحة، فيما الجلاد لا يستطيع أن يقول آسف؟ كيف تكون ناشطا حيويا ولا تشتهي الأضواء؟ كيف تجمع العظمة والتواضع؟ كيف تكون شابا في الستين وغيرك عجائز ولم يتجاوزوا الثلاثين؟ كيف تحمل روح عاشق، وقررت أن تهب حياتك للآخرين؟».

واختتم شريف كلمته بالقول: «أربعون عاما قضاها بومنصور، مطلوب منه أن يستمر، فالجيل الحالي للحركة الوطنية في البحرين هو جيل مناضل بمعنى أنه مقدم على التضحيات لكنه منقطع عن تاريخه... فوجود بومنصور وامثاله مهم لإحياء الانقطاع الذي حدث بين العصر الذهبي في تاريخ البحرين وفترة اليوم، لأن هذا الانقطاع سبب مشكلة خسرنا بسببها افضل عقد وهو التآلف بين الطائفتين في البحرين، ونحن في حاجة إلى أمثال بومنصور لايصال الماضي بالحاضر بالمستقبل».

عمل كثيرا وأنكر ذاته

ووصف الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي مبادرة «الوسط» بأنها مبادرة مهمة في تقدير الناشطين الذي قدموا الكثير للبحرين، وتحدث عن تجربته مع العكري فقال: «بالنسبة لي عندما كنت طالبا في الخارج، لم اتعرف بشكل قريب على المناضل بومنصور وانما سمعت عنه ورأيته بصورة سريعة خاطفة، وعندما التقيته بشكل قريب من خلال عملنا في الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، تماما كما قال الجمري وشريف، عرفته بحيويته ونشاطه ونخجل أن نقول إننا قدمنا شيئا مقارنة بما قدمه بومنصور... فهو عمود اساسي بالنسبة إلى الجمعية، وحتى اليوم، عندما نحضر مؤتمرات في الخارج تجد من يسأل عن حسين موسى، وهو يعرف حتى الآن في الخارج باسم حسين موسى، ويبلغونه السلام... وفي البحرين، هناك الكثير من الأنشطة التي قامت بها الجمعية وكان بومنصور ركنا اساسيا في الأنشطة».

وقال إن هاجس العكري هو الدفاع عن حقوق الناس والجماهير، فقد عمل كثيرا وأنكر ذاته، واتذكر أنه في مؤتمر القضاء العالمي الذي استضافته البحرين وكان على مستوى رسمي كبير، كان هناك قضاة كبار من أميركا وأوروبا بالإضافة الى الكثير من رجال الأمن والشخصيات في الفندق الذي ينعقد فيه المؤتمر، وكانت القضايا وقتها تتركز على المسألة الدستورية، وكانت لدينا ملفات وبيانات نريد توزيعها فيما كان رجال الأمن يلاحقوننا داخل المؤتمر، واذا بومنصور وخلال دقائق، تمكن من ترتيب لقاء مع رئيسة المحكمة العليا في أميركا أوكونور التي سلمناها الكثير من الأمور، وهذه هي روحية المناضل العكري التي يصفها المناضل هاني الريس حين يقول «يجولون في دهاليز جنيف».

شعب البحرين... عائلتي الكبيرة

وكانت مشاعر المحتفى به العكري واضحة وهو يلقي كلمته التي توجه فيها بالشكر الى «الوسط» والى جميع من حضر ومن لم يحضر، معبرا عن تقديره لجهود «الوسط» التي سبق أن احتفت بشخصيتين هما الشيخ عبدالأمير الجمري بعد أن غادرنا الى جوار ربه، وتكريم الشملان وتخصيص جائزتين للإبداع، قائلا: «امامي رفيق النضال عبدالرحمن النعيمي وكنت اتمنى أن يسبق تكريمه تكريمي... واستذكر هنا كلا من ليلي فخرو واحمد الذوادي واقترح على (الوسط) والمؤسسات الأخرى تكريم المناضلين في حياتهم أو الراحلين... هذه مناسبة لتكريم زوجتي أم منصور وابني منصور الذي يدرس في الأردن والجد الحاج منصور العكري ووالدي الحاج حسن والمرحومة امي واخواني واخوتي والكثير من عائلتي الصغيرة: العكري ومطر ومكي... وعائلتي الكبيرة هم شعب البحرين وكل من ناضل من اجل الحرية والكرامة... لهؤلاء جميعا أقول إن تكريمي هو تكريم لهم جميعا».

مكاسب وحدة الطائفتين

وقال «في هذه اللحظات، اختلطت ذكريات الماضي بتفحص الحاضر بالمستقبل، وما يهمني هو التأكيد على بعض النقاط والعبر منها أن شعبنا اليوم يمر بمحنة أخطر ما فيها هي الفتنة الطائفية، فقد حققنا مكاسب بوحدة الطائفتين، والمطلوب اليوم الخروج من الطائفية، وأن يكون انتماء الأفراد والجماعات الى منظمات لا طائفية... سياسية أو اجتماعية، ولتكن اسلامية أو وطنية أو تقدمية، فلم يحصل شعب البحرين على حقوقه بالمكرمات، وهناك كلام كثير عن محنة المعارضة لكنه كلام انشائي كأنما حالنا كما جاء في القرآن الكريم: «كل حزب بما لديهم فرحون» (المؤمنون: 53).

وأشار الى مشروع مهم وهو «ذاكرة الوطن»، مضيفا: لقد صدر خلال السنوات الأخيرة عدد من الكتب التي تؤرخ للنضال الوطني والتنظيمات الوطنية ونفضت صحيفة «الوسط» الغبار عن تاريخنا الوطني، والمطلوب مؤسسة وطنية تطوع لها الوثائق والمعلومات بمشاركة صحيفتي «الوسط» و «الوقت» ومراكز الدراسات والجامعات لإثراء هذا التأريخ.

بين العمل الحقوقي والوطني

وتحدث عن تجربته بالقول: «بداية وعيي تعود الى هيئة العمل الوطني، وسواء كان النضال من اجل البحرين أو فلسطين أو عمان أو أي وطن عربي فهو عمل واحد، وعملت مع رفاق رائعين في العمل الحقوقي والسياسي... فالعمل الحقوقي لاحق على العمل السياسي، والعمل الحقوقي هو مستوى آخر من النضال، وفي النضال الحقوقي، لا تمييز، حتى لو اختلفت معك في العمل الوطني، فهناك الكثير من رفاق النضال موجودون، وناضلت مع عرب وأجانب ولم يكن العمل الحقوقي في الخارج إلا امتدادا للعمل الوطني في الداخل... واذا كانت حقوق شعب البحرين من أهم أهدافنا، فلابد من الدفاع عن الإنسان المنتهكة حقوقه في أي مكان بغض النظر عن جنسه ودينه وفصله».

واختتم كلمته بالقول «لقد حقق شعبنا انجازات كبيرة، لكن امامنا الكثير، ويجب ألا تكون المنظمات الحقوقية ذات طابع مذهبي أو حزبي، أو تقوم على الوجاهة، بل تعتبره تكليفا وليس تشريفا»، لكن مسك ختامه كانت هذه العبارة: «هذه وقفة لطلب السماح ممن أسأت اليهم، ووقفة شكر لمن أحسن إلي».

سفير النوايا الحسنة

وفي ختام الكلمات، نوه المحامي عباس هلال الى أن المناضل العكري كان مرشحا لأن يكون سفير النوايا الحسنة لحقوق الإنسان في الخليج، لكن إلغاء المفوضية في جنيف واعادة تشكيل مجلس حقوق الإنسان العالمي، أوقف الترشيح، لكن هذا لا يمنع من القول إن العكري يستحق فعلا لقب سفير النوايا الحسنة لحقوق الإنسان في المنطقة.

وعلى هامش اللقاء، تحدث رئيس التحرير بشأن النقاش الذي دار بين العامين 1991 و1992 بخصوص توجه الإسلاميين، وحساسيتهم من التيار اليساري ومساهمة العريضة النخبوية في تحريك الوضع وانقلاب اليسار على الفكرة الأممية الرافضة للتعامل مع غير اليساريين، إذ قال العكري: «إن هناك ثمة استقطاب ايديولوجي في العالم جعلت غالبية اليساريين يتعاملون مع المنظمات غير اليسارية، فمن دافع عن الحقوقية سبيكة النجار كانت منظمة امنيستي، ومن خلال مراجعة النفس، بدأنا العمل الحقوقي بشكل نشط في المنفى بانتمائنا الى الجبهة الشعبية، وقبل ذلك كان الإخوة يراسلون منظمة امنيستي ومنظمات أخرى، وهو ادراك متأخر لحقيقة أن هناك في الغرب شرفاء ليبراليون وجدنا لديهم نزاهة ودقة الى الدرجة التي نستاء فيها أحيانا من حرفيتهم».

وأضاف «التقيت في فرنسا مسئولة الشرق الأوسط في منظمة امنيستي، وكانت مهتمة بعدة مناطق في العالم منها البحرين، وهي الآن ممثلة الأمم المتحدة في الضفة الغربية، وهي التي كتبت التقارير الشهيرة وبينها تقرير سبتمبر/ أيلول 1995 المهم عن الأوضاع في البحرين، وهناك أيضا خبراء المنظمة من أمثال هاني المفتي وجو ستورك وقائمة أخرى طويلة».

وختم «أستطيع القول إن العمل الحقوقي ساهم كثيرا في مرحلة الانفراج والمصالحة، لهذا أقول إن لكل واحد منا نصيبا في هذه المسيرة وأحتاج الى ملاحظاته ومعلوماته وهناك حاجة ماسة إلى توثيق نضال الشعب»

العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً