بعد طول انتظار تطل فنانة العرب الأولى فيروز على جمهورها البحريني التواق إلى أغانيها القوية وصوتها الشجي الذي مازال نابضا في ظل الأصوات النشاز والأغاني المبتذلة التي تبثها الإذاعات والفضائيات العربية.

غياب اللحن والصوت الأصيل عن عالم الغناء العربي في وقتنا الحالي ليس بالأمر الجديد ولكنه يعكس حال المواطن العربي وتردي ذوقه حتى في سماع الأغاني. فأصبح المطرب المصري مثلا والمثير للجدل شعبان عبدالرحيم هو «اللي عاوزه الجمهور» أما فيروز، ماجدة الرومي وجوليا بطرس، فتلك أصوات تنصب في قالب واحد لا يبتعد عنها الحس الوطني والفن الذي يحترم الشعر والكلمة ذات المعنى إلا أن الجمهور لا يسمعها اليوم بقدر ما يسمع «شعبلولا».

للأسف هبوط الأغنية العربية لا يعكس فقط هبوط ذوق المواطن العربي في المرحلة الحالية ولكن أيضا الفضائيات ساهمت بشكل كبير في نشر هذه النوعية من الفيديوكليبات التي ترد فيها أداء وأغانٍ بعيدة عن الفن والطرب.

وعندما يسأل من يؤدي هذه الأغاني أو ينتجها باعتبار ليست فنا بل عريا وكلاما منحطا ترد إجابات سخيفة مثلما قالت نجلاء التونسية في أحد لقاءاتها مع الإعلامي المصري محمود سعد إن «هذا فن... ومن لا يريد أن يشاهده فهو حر» وغيرها من التبريرات «البايخة».

لن يكون هذا المثال الوحيد. فهناك ما تقوم به من تصرفات غير لائقة مثل ماريا اللبنانية سواء في مشاهد أغانيها حتى بأسلوب تعاملها مع الآخرين كالصور التي نشرتها مجلة «الجرس» اللبنانية منذ عام وهي تدوس راقصة بقدميها الحافيتين كعكة كبيرة في حفل ما...

عمالقة الفن الأصيل قليلون اليوم مقارنة بأقزام الفن، إلا أن الفن الأصيل وصاحبه يفرضان نفسيهما على الساحة في مقاومة رهيبة ضد كل ما هو رخيص وتافه... فمرحبا بفيروز