في نطاق رؤيتها لتحولات سوق حزم التطبيقات والحلول واتجاهها المتزايد نحو الحركية (Mobility) وسعيها إلى تثبيت أقدامها فيها، تحاول مايكروسوفت تحميل مواد أكثر من شبكة المعلومات على أجهزة المحمول.

فقد وقعت الشركة التي تنتج البرامج الإلكترونية المسيطرة على أسواق الحاسوب الشخصي، عقدا مع شركة نوكيا لصناعة الهواتف الجوالة لتوفير «منصة سيلفرلايت» (Silver Lidghy Platform) للملايين من مستخدمي هذه الهواتف. ويعتبر «سيلفرلايت» منافسا لأدوبي فلاش، الذي يستخدم من قبل مواقع إلكترونية مشهورة مثل يوتيوب. وسيتوافر البرنامج الجديد في البداية لأرقى الهواتف الموجودة في السوق والتي تستخدم نظام التشغيل سيمبيان. وأول الهواتف التي ستستفيد من «سيلفرلايت» هي الهواتف فئة «إس 60» التي تستخدم نظام «سامبيان».

ويستخدم «إس 60» في الهواتف التي تصنعها شركتا «إل جي» و»سامسونغ»، بالإضافة إلى نوكيا، وهي أكثر الهواتف الذكية انتشارا إذ تستحوذ على أكثر من 53 في المئة من حجم السوق. وتستخدم هذه في أحدث هواتف نوكيا «إن 96» (N 96) الذي تلا «إن 95» ( N 95). وتقول الشركة إن الهواتف الأخرى ستحصل على هذه التقنية فيما بعد.

تأتي هذه الخطوة في إطار تنافس شديد، في سوق نامية، بين شركات رئيسية 3 هي: مايكروسوفت، أدوبي (Adobe) وغوغل (Google). ففي العام 2006 أطلقت مايكروسوفت برنامج سيلفرلايت، وفي العام الماضي أطلقت غوغل برنامج غيرز (Gears)، وفي مطلع هذا العام أطلقت أدوبي برنامج أدوبي إير (AIR) يهدف إلى تسهيل استخدام تطبيقاته المختلفة سواء كان المستفيد متصلا بشبكة الإنترنت أم لا. وسيمكن مستعملي حواسيب من طراز «ماك» أو الحواسيب الشخصية أو فيما بعد لينوكس، من الاستفادة من هذا البرنامج.

إحدى أهم نقاط القوة في سيلفرلايت هو دعم الـ (Common Language Runtime) « CLR ، او ما يطلق عليه بيئة العمل المشتركة، والعنوان العريض لـ MIX07 كان تأكيد خبر انتاج اصدار CLR الذي يمكن تنصيبه على منصات متعددة Coss-platform، إلى جانب كونه المنصة الأكثر ملاءمة لتنفيذ كل تطبيقات الدوت نيت (.Net) فيها. وتوفرهذه البيئه الكثير للتطبيقات العاملة بها، وهي البؤرة والقلب النابض في النموذج التطبيقي لمايكروسوفت دوت نت. وعليه، فإن دوت نت لم تعد بيئة محصورة فيما تنتجه او تطوره مايكروسوفت فحسب، إذ أصبحت اليوم قادرة على ربط سيلفرلايت بمتصفحات انترنت اكسبلورر و مودزيلا فايرفوكس وسفاري، ما يعني ان الـ CLR سيعمل على كل هذه المنصات. ولو عدنا بالذاكرة قليلا نحو الوراء، فسنكتشف أن فلاش، في بداياته، لم يحظ باهتمام الكثيرين عندما أطلقت نسخه الأولى في الأسواق، وقد احتاج الكثير من الوقت ليكسب هذا الزخم والشعبية وليبدأ الطلب يتزايد بقوة على مطوري فلاش وفلكس لندرتهم.

وعن برنامج إير، يقول أندرو شورتن الذي يعمل لدى أدوبي لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: «إن البرنامج الجديد سيتيح إمكانية نقل تطبيقات لا تشتغل إلا في حال الاتصال بشبكة الإنترنت إلى ذاكرة الحاسوب»، لتشغيلها من دون الحاجة إلى الارتباط بتلك الشبكة.

وأوضح شورتن أن البرنامج الجديد لن يحل محل المتصفح الإلكتروني المستخدم في شبكة الإنترنت.

ومن المتوقع أن تُضمن أدوبي البرنامج الجديد الكثير من برامجها المعروفة كـ»فوتوشوب». كما تنوي بي بي سي أن تنشئ نموذجا يعمل ببرنامج أدوبي الجديد، يمكنها بواسطته أن تبعث بعناوين الأخبار مثلا إلى الحواسيب بأشكالها كافة من دون الحاجة إلى ربط الاتصال بشبكة الإنترنت. ويُعد برنامج أدوبي الجديد جزءا من البرامج الجديدة التي تهدف إلى تحقيق سهولة في الاستفادة من تطبيقات إلكترونية.

لكن في المقابل سيمكن برنامج سلفرلايت مصممي ومطوري البرامج من انتاج تطبيقات غنية بمحتوى شبكة المعلومات، غير مرتبطة بالمتصفح (Browser) ونظام التشغيل والهاتف الجوال. وتؤكد ميكروسوفت أهمية تطوير تطبيقات «ويب 2» التي يمكن استخدامها في الكمبيوتر، وكذلك في أي جهاز يتضمن هواتف جوالة. وتطرح هذه البرامج في أسواق تسيطر عليها تقنية أدوبي فلاش، والمنتج الجديد «إير».