هي بنت بحرينية، من أب وأم بحرينيين. ليس لديها واسطة إلا الله. اجتهدت بعد الثانوية وأنفقت جزءا من مدخراتها لتحقيق رغبتها في الانخراط بصفوف وزارتين مهمتين من وزارات الدولة.
قالوا لها: بما أن ليس لديك واسطة فإننا لن نستطيع قبول أوراقك!
انصرفت تبحث عن الواسطة، تارة لدى مسئول كبير، وتارة لدى خفير صغير، وأخرى بخطاب استرحام، وغيرها برسالة تظلم. لم يشفع لها حبها الجارف لخدمة الوطن، وشهادتها التأهيلية في العمل بالحراسة.
ذات يوم، تحدثت إلى مسئول في الوزارة، وقال لها: بتوصية من عندي سيُقبل طلبك، ولكن مقابل ماذا؟ آه من هذا المقابل. كان المقابل المقصود الشرفَ!
بصراحة، لم أكد أبلع ريقي، حتى تنهدت وأردفت قائلة: رفضت ذلك بشكل قاطع، حيث إني مواطنة بحرينية، وكنت أعتقد أن مواطنتي للبلد الذي أنتمي إليه ستحقق أحلامي وأمنياتي البسيطة في التوظيف.
لا اعتقد أن التوظيف في الوظيفة العامة لأي بنت بحرينية يمر عبر طريق انتهاك الشرف أو الرشوة الجنسية.لماذا تترك فتياتنا البحرينيات عرضة لهكذا انتهاك - لا قدر الله - بل على الدولة رعايتهن والحفاظ عليهن من الانحرافات السلوكية، من خلال توفير العمل الشريف الذي يضمن المعيشة الكريمة واللائقة بهن مواطنات بحرينيات.
رسالتي إلى القائمين على جميع الوزارات، ومنها وزارتا الداخلية والدفاع أن يرفضوا تلك البيروقراطية والتعقيدات التي تجعل المواطن عرضة للاستغلال البشع لظروفه الاجتماعية والمعيشية. وهذا الأمر من المؤكد أنه ليس الأول أو الأخير طالما ظلت معايير التوظيف في وزارات الدولة بلا أدنى شفافية ومكاشفة لأبناء الوطن عن المعايير.
لن ينفع أن يصرخ أو يصرح مسئول في هذه الوزارة أو تلك ينفي ويستنكر ويشنع علينا ويعتبرنا نتصيد في الماء العكر وغيرها من نعوت، إنما المانع والمنقذ لطالبات التوظيف من فتياتنا البحرينيات هو الإفصاح عن معايير التوظيف بصورة علنية؛ مما يمنع استغلال حاجتهن من قبل بعض أصحاب النفوس المريضة.
كلنا أمل في المسئولين عن كل وزارات وقطاعات الدولة الرسمية وشبه الرسمية الإعلان عن معايير التوظيف بشفافية تامة. وإلى أن يحين ذلك الوقت... فإن واسطتكم الله يا فتيات بلادي!
«عطني إذنك»...
الأضحوكة الجديدة في المجتمع البحريني هي التفرج على مسرحيات النواب، تلك المسرحيات التي لا ترقى إلى مستوى رجل الشارع العادي فضلا عن مستوى النخب في المجتمع. فنائب يقيء طائفية يوما بعد يوم، وبعد ذلك يتحدث عن الوطن والمواطن. يا أخي ما دخلك والمواطنة؟ أنت من الأساس لا تؤمن بها! ونائب آخر لديه صفقات مشبوهة وعليه صكوك موقعة بالفساد سابقا، ويتطلع الآن إلى المشاركة في لجان التحقيق، يا أخي حقق مع ذاتك أولا! ونائب آخر، يخالف القانون! إذا كان النائب يخالف القانون ويصرح بأنه مخالف للقانون! فمن سيراقب تطبيق القانون؟ ونائب يصرخ في كل خطبة عن الجهاد وحينما كان في ميدان الجهاد صرخ بأعلى صوته: من المسئول إن تم قصفنا؟ ونواب يضغطون على الوزير لتصعيد الأمر إلى الاستجواب، وفي النهاية يرسلون رسائل نصية بتوظيف أقاربهم والمنتمين إلى أحزابهم؟
أقول: أمحق نواب!
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ