من الصعب جدا أن يصيب أي فريق النجاح الذي تنشده جماهيره في ظل غياب الأرضية الصلبة التي يستطيع الفريق الوقوف عليها، وفي ظل الظروف غير العادية التي تحيط به والتي بوسعها القضاء على طموحات أي فريق بمجرد الابتلاء بها.
فريق سترة الأول لكرة السلة بإمكاننا أن نطلق عليه بأنه المارد الذي ولد من تحت الرماد، فالظروف الصعبة التي أحاطت بالفريق قبل بداية الموسم، وخلال الموسم، والنزاعات الإدارية داخل النادي من شأنها أن تقصم ظهر الفريق، إلا أن طموح شبابه وحرصهم على بقاء اسم النادي عاليا، والأهم حبهم الكبير لكرة السلة جعل الأمور مختلفة تماما بالنسبة لهذا الفريق الذي استبعده المتابعون لدوري كرة السلة من المنافسة، ورشحه بعضهم إلى احتلال مراكز متأخرة في سلم الترتيب.
ولكن الحق يقال دائما، إذ إن هناك رجالا عملوا بصمت وبقوة متحدين كل العقبات التي واجهتهم في سبيل إعداد فريقهم، والأكثر من ذلك أنهم احتفظوا بتفاؤلهم الذي لم يعبروا عنه في تصريحاتهم الصحافية، لكن من خلال اتصالاتي وجلساتي معهم كانوا يؤكدون لي دائما على قدرة فريقهم في اقتحام المربع الذهبي على أقل تقدير.
ومن يعلم ببواطن الأمور التي تحصل في هذا النادي في الوقت الراهن، يعتبر تفاؤل القائمين على الفريق هو ضرب من الجنون أو ربما من نسج الخيال، فما يحدث داخل النادي من خلافات إدارية وتراشق الاتهامات عبر الصحف كفيلة بتحطيم معنويات الفريق وتشتيت تركيزه عن التدريبات والمباريات، لكن الدور الكبير الذي قام به رئيس الجهاز فؤاد الحني والمدرب نجاح عيسى وبدعم من رئيس مجلس إدارة النادي عباس عباس جعل الفريق في معزل عما يحدث داخل أسوار النادي، وتمكنوا بما يملكون من خبرة إدارية من إعادة الحياة لكرة السلة الستراوية وخصوصا بعد أن ذهب عنها أبرز اللاعبين، واعتمادها على اللاعبين الشبان الذين أثبتوا علو كعبهم على عدد من الأندية صاحبة الخبرة وآخرها كان فريق المنامة إذ حققوا أمامه ما يشبه المعجزة، وكل ذلك بفضل الإعداد الجيد نفسيا وبدنيا حتى أصبح الفريق الآن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الصعود للمربع الذهبي للمرة الثانية.
الإدارة الستراوية الآن مطالبة بتوحيد صفوفها، ونبذ الخلافات جانبا، لأن فريقي السلة وكرة القدم يحاربان على جبهتين من أجل تحقيق إنجازات للنادي، والمطلوب دعمهما من قبل الإدارة التي يجب عليها أن تترفع عن الخلافات الشخصية والقروية ونشر الغسيل عبر الصحف المحلية في مشاهد غير مقبولة أبدا، ورص الصفوف من أجل النادي الذي هو ملك لجميع أهالي سترة، وأن مجلس الإدارة ما هو إلا ممثل عن 60 ألف نسمة يعيشون على هذه الجزيرة يطالبون بأن يكون ناديهم في الموقع الذي يستحقه بين الأندية البحرينية.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ