تحدثت الأنباء عن مطالبة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتعيين منسق دولي لتنمية اقتصاد افغانستان؛ لأن التنمية الأسلوب الأفضل لمساعدة الشعب الأفغاني على تحقيق الأمن الكامل والرخاء.

وذكرت المصادر الصحافية أن الرئيس جورج بوش قال إنه يتطلع إلى حضور قمة منظمة الحلف للعام 2008 لـ «ضمان مواصلة الحلف المحافظة على مكانته بصفته منظمة ذات صلة هادفة إلى إحلال الأمن والسلام في العالم».

حلف الناتو تحول من منظمة عسكرية للدفاع عن أوروبا الغربية الى ذراع عسكرية للتحالف الغربي في بقاع مختلفة من العالم، ولكن الحلف يطرح نفسه بصورة تقليدية، فهو يتحدث عن مشروعات تنمية في أفغانستان تصاحب إحلال الأمن، ويتحدث الحلف عن مبادرة اسطنبول للتعاون مع دول المنطقة، وهي المبادرة التي اشتركت فيها أربع دول خليجية وتهدف الى توفير خبرات أمنية ومساعدات استراتيجية من دون الحاجة الى إقامة قواعد عسكرية في المنطقة.

سيكون من المهم جدا الالتفات الى الدور الجديد الذي يلعبه الحلف في أفغانستان ومنطقة الخليج. فتوسيع المجال ليشكل الجوانب التنموية يعني ان بعدا جديا سيضاف إلى النشاط الدولي الذي يتخذ الجوانب العسكرية منطلقا لعمله.

وفي كل الأحوال إن منطقتنا مليئة بمشكلات لا تحصى إذ إن آثار الحروب والأزمات السياسية أدت الى إفراغ ثروات المنطقة وصبها في الأسلحة.

شيء جميل ان نسمع ان حلفا عسكريا يتحدث عن توجيه بعض من تلك الجهود الى التنمية الاقتصادية. ولكن يا ترى هل ستكون هذه التنمية مربوطة بأمور أخرى؟

ففي العادة نسمع عن مساعدات أميركية لبعض البلدان ثم نسمع عن شراء أسلحة أميركية غالية الثمن؛ مما يعني ان المساعدات المالية ربما ينتهي بها الأمر الى الجانب العسكري. فهل سنرى نمطا مختلفا من «الناتو»؟