يبدأ هذا الربيع على استحياء. والأكثر من ذلك، يبدأ في حالة من الخوف والترقب. في الليلة الأولى، حيث بدأت الفرقة الأرمنية عرضها، كان جليا أن التحذير تلو التحذير للمصورين بأن فترة السماح بالتصوير هي لعشر دقائق فقط، كان - ببساطة - عملا بالحكمة القديمة «ترك الذنب ولا الاستغفار».
حضور الليلة الأولى لم يكن في المستوى الذي كنّا جميعا نأمله أو نتوقعه. صحيح إن الدعاية الإعلانية لم تكن بالمستوى الكافي، إلا أن ثمة على ما يبدو أسبابا أخرى.
الإعلام عن ربيعنا هذا العام جاء كتسريبات للصحافة ولم نشهد مؤتمرا صحافيا نعرف من خلاله رئيس المهرجان حتى المتحدث الإعلامي الذي يمكننا الرجوع إليه. وخلاف ذلك، لم نعرف ولايزال غير موجود ذلك الجهاز الذي يمكن أن نعتبره الجهاز المشرف على هذه الفعاليات كافة. فكلٌ يغني على ليلاه. فحتى ساعة كتابة هذا العمود نحاول نحن الصحافيين على الأقل أن نعرف ماهية نظام الدخول لحفلات قلعة عراد مثلا، وهل نبعث المصورين أم أن التصوير ممنوع، وهل حضورنا أصلا مرحب به أم لا، وخلاف الكتيب التعريفي الذي تم توزيعه علينا ليس ثمة معلومات أخرى.
يبدو أن القلق في الجسم الثقافي خلال الشهرين الماضيين امتد إلى ربيعنا هذا العام، وما خلا جهود مجلس التنمية الاقتصادية الذي نشكره على ما بذله ويبذله من محاولات «ترقيعية» لخريطة الثقافة المفككة، فإن الفعاليات لم تطل الكثير من المؤسسات، على رأسها أسرة الأدباء والكتّاب التي غابت أو غُيِّبت عن هذا الربيع.
لن نقول في ربيع الثقافة إلا إننا كنا نأمل أكثر مما رأينا حتى الآن، وإننا أصبنا بخيبة أمل وخصوصا أن ربيعنا هذا العام لم يكن للبحرين فيه نصيب، كأننا ملتقى لحضارات العالم كله ما خلا حضارتنا نحن.
عادل مرزوق
العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ