أعلن سلاح الجو الأميركي أكبر برنامج للتزود بالأسلحة في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكدا أن اختياره وقع على تكتل الصناعات الجوية والعسكرية مجموعة «نورثروب غرومان» بدلا من مجموعة «بوينغ» لاستبدال أسطوله من طائرات التزويد بالوقود.
وقال وزير سلاح الجو الأميركي مايكل واين: «نتطلع قدما إلى الشراكة معها خلال مسيرتنا للدفاع عن أمتنا العظيمة في المستقبل».
وشكل إعلان سلاح الجو الأميركي هذه الصفقة مفاجأة للأوساط الأميركية العاملة في هذه الصناعة، الذين كانوا يتوقعون أن يذهب العقد إلى شركة «بوينغ» بدلا من «نورثروب غرومان» التي ستستعين بخبرة «آيرباص» الأوروبية لتزويدها بهياكل طائرات التزويد بالوقود.
يُذكر أن «نورثروب غرومان» هي ثالث أكبر مقاول للمعدات الدفاعية للجيش الأميركي وأكبر بانٍ للقطع البحرية وهي الشركة التي أنتجت كل حاملات الطائرات الأميركية وعددا من الغواصات النووية.
وستمدد الصفقة البالغة قيمتها 40 مليار دولار لاستبدال 179 طائرة تزود الوقود لسلاح الجو الأميركي بموجب البرنامج المعروف باسم KC-45A على أكثر من 100 مليار دولار لاستبدال كامل الأسطول المكون من قرابة 500 طائرة وفق ما قاله مسئولون في وزارة الدفاع الأميركية.
يُذكر أن سلاح الجو الأميركي يحاول منذ العام 2001 استبدال أسطوله من طائرات التزويد بالوقود، الذي ضمنه طائرات قاربت 5 عقود من الخدمة، وفق إحصاءات المؤسسة العسكرية، كما أن عقد استبدال الأسطول شابه، ولسنوات الكثير من الفساد والمشاحنات السياسية. ففي العام 2004، منع الكونغرس بقيادة السيناتور جون ماكين سلاح الجو من إبرام صفقة استئجار أو شراء مع «بوينغ» بعد أن كشف تحقيق اتحاديٌّ وجود مخالفات على أعلى المستويات. فقد أعلن ذلك في وقت اعتبر المنتقدون لهذا البرنامج أن «بوينغ» فازت بالعقد من دون فتح المناقصة أمام شركات منافسة أخرى، وأن الصفقة هي لإنقاذ طراز بوينغ 767 التي فشلت في تحقيق مبيعات جيدة.
وتأتي هذه الخطوة المفاجئة (الصفقة الجديدة) بعد مرور أقل من سنتين على قرار اتخذته وزارة الدفاع الأميركية يسمح باستئجار 100 طائرة بوينغ من طراز KC-767A لإعادة التزود بالوقود من الجو في واحدة، اعتبرت حينها أيضا، من أكبر الصفقات من هذا النوع في تاريخ الوزارة. وقدرت قيمة الصفقة، حينها، بمبلغ 16 مليار دولار، وكان من المفترض أن تحل تلك الطائرات من طراز بوينغ 767 محل حوالي 120 طائرة خزان (KC-135E). إذ تبلغ خدمة بعض هذه الطائرات 43 عاما في سلاح الجوي الأميركي وهي تعاني من التآكل وزيادة كلفة التشغيل. وكانت بنود تلك الخطة تنص على أن تبدأ الطائرات المئة (KC-767A) في الدخول إلى الخدمة اعتبارا من العام 2006 تباعا حتى العام 2011. وسيكون استئجار الطائرات لمدة (6) سنوات لكل طائرة. وهذا يعني أن الصفقة ستستمر حتى العام 2017م. وسيدفع سلاح الجو الأميركي حوالي 131 مليون دولار إيجارا عن كل طائرة بالإضافة إلى مبلغ 7 ملايين دولار لكل طائرة لتغطية فائدة القروض الخاصة التي ستمول الصفقة.
وتأتي هذه الصفقات الترقيعية، وأخرى غيرها في سلاح الجو الأميركي، في وقت يعاني هذا القطاع من ثغرات حقيقية من جراء توسع واشنطن العسكري على نطاق عالمي. فأخيرا حذر عسكريون أميركيون من أن سيادة سلاح الجو الأميركي على الأجواء في خطر ما لم تعمل وزارة الدفاع (البنتاغون) على زيادة موازنة القوة وسريعا لتجديد أساطيلها المتهالكة. وذكرت «سي ان ان» نقلا عن عسكريين في سلاح الجو أن «حربي العراق وأفغانستان أنهكت على نحو خطير الأسراب الجوية من طائرات مقاتلة وقاذفات وناقلات شحن وتلك الهجومية وطالبوا ببدائل حديثة ومكلفة على وجه السرعة».
وأوضح أحد العسكريين أن القوة بحاجة الى ضخ 20 مليار دولار اضافية سنويّا وعلى مدى 5 أعوام بالاضافة الى موازنة بنحو 137 مليار دولار للعام 2009عوضا عن 117 مليار دولار التي اقترحتها إدارة الرئيس جورج بوش.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2005 - الأحد 02 مارس 2008م الموافق 23 صفر 1429هـ