إذا كانت الحكومة جادة فعلا في دعم الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، «طيران الخليج»، فإن الموضوع يحتاج إلى تحرك أقوى مما هو موجود حاليا، فخطة إعادة الهيكلة والشفافية ومكافحة الفساد ستساعد الناقلة الوطنية على انتشال وضعها الحالي في ظل الخسائر اليومية وكشف بعض مكامن الخلل، ولكن ذلك لا يكفي.
وحسنا فعلت «طيران الخليج» حين ألغت الكثير من التذاكر المجانية التي كانت تعطى لبعض المسئولين والمحسوبين هنا وهناك، لكن لا يبدو أن هذه الخطوة وجدت نفعا في الاستفادة من قيمة رحلات بعض المسئولين الرسمية.
وبحسب مصدر مطلع فإن بعض المسئولين يتنقلون في زيارتهم الرسمية لمختلف الدول التي ذهبوا إليها لتمثيل مملكة البحرين ورفع اسمها، لا يغادرون على متن خطوط الناقلة الوطنية ولكن على الخطوط الأجنبية التي قد ترضي غرورهم أو كبرياءهم ولو كان ذلك على حسابهم الخاص لما كان في الأمر شيء، ولكن ذلك يتم عبر أموال الدولة فيما تخسر «طيران الخليج» يوميا.
ما نعرفه أن الكثير من الدول في المنطقة تجبر وزاراتها وأجهزتها الرسمية على أن تحجز التذاكر الخاصة بها سواء كانوا المدرسين الذين يعملون في وزارة التربية أو المسئولين الذين يغادرون في زيارات رسمية، وذلك على الناقلة الوطنية لهذه الدول، ولا أدري إذا ما كان هناك قانون أو عرف على الأقل محترم لدى الجميع بدعم الناقلة الوطنية التي توظف الكثير من أبناء البلاد.
وحين تضمن شركة «طيران الخليج» جميع مشتريات الحكومة من التذاكر، وخصوصا الموظفين الأجانب الذين يغادرون باستمرار إلى بلادهم ويرجعون منها إلى البحرين، بالتأكيد فإن ذلك سيخفف من وطأة خسائر الشركة إذا لم نقل إنها قد تنتقل إلى الربحية بصورة أسرع.
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 2005 - الأحد 02 مارس 2008م الموافق 23 صفر 1429هـ