العدد 2005 - الأحد 02 مارس 2008م الموافق 23 صفر 1429هـ

متفوقة بشهادة الجميع... و«التربية» تبخس حقها في التوظيف!

«وصد الأبواب» لم يحد من نهلها مزيدا من العلم...

من متفوقة مظلومة إلى المسئولين في وزارة التربية والتعليم وإلى كل من يهمه الأمر،

أما بعد:

كتبت وفي فؤادي نار حسرة

لها لهب وفي جفني سحاب

فلولا النار بل الدمع خطّي

ولولا الدمع لاحترق الكتاب

لا أعرف من أين أبدأ بخط كلماتي... لكني بصراحة أريد التكلم عن واقعي كوني متفوقة مظلومة، وعن واقع بعض المتفوقين في الجامعات الحكومية والخاصة في بلادي العزيزة... العلم: نعمة وتشريف ومسئولية... العلم الممدوح هو كل علم منه نفع للمسلمين مهما كانت طبيعته ومضمونه، وموضوعي يحاكي الواقع العلمي المرير الذي أمر فيه وحديثي عن التفوق والتميز هو حديث ذو شجون، وقد تسيل الدموع فيه على الخدود...

مأساتي بدأت عندما تخرجت من الثانوية العامة بمعدل 95.1 في المئة، وكنت الأولى على المسار الأدبي في المدرسة الثانوية والخامسة على مستوى مملكة البحرين، وحصلت على الكثير من شهادات التفوق وجوائز كثيرة جراء اشتراكي في المسابقات والنوادي التعليمية، ونلت شرف التكريم لتميزي وتفوقي على قريناتي في المرحلة الثانوية، ومنحت بناء على ذلك الفرصة في دراسة رغبتي الأولى في الدراسة بالجامعة.

ولما تخرجت من الجامعة بمعدل 3.71 من أصل 4، وشهد لي كل القائمين على التدريس بأني الطالبة المثالية على الدفعة، كرمت للمرة الثانية في عيد العلم.. وكلما رأى أحدهم تقديري وشهاداتي قال: «إذا عندك واسطة ستقبلين» طبعا رددت بالنفي، فيقولون لي: «الله يكون في عونك». وبعد أكثر من عامين ونصف العام من الانتظار في المنزل بلا وظيفة دخلت مسابقة التوظيف لدى وزارة التربية والتعليم ونجحت في الامتحان أنا مع 29 طالبة من أصل 300 طالبة رسبوا في مسابقة التوظيف، وأجريت لي مقابلة واجتزتها.

وفي تاريخ 26 فبراير/ شباط 2007 اختارت وزارة التربية 13 طالبة للتوظيف، في حين أنا الأولى على دفعتي ومعدلي الأعلى، وقد اجتزت المقابلة والامتحان لم أوظف والسبب في ذلك اختلاف تقييم كل لجنة للمتقدمات للوظيفة، فبعض اللجان كانت أسئلتها غير تخصصية وسهلة للغاية، وفي ظرف 5 دقائق تنهى المقابلة، في حين أني جلست في المقابلة نحو ساعة كاملة وأجبت كل الاسئلة بجدارة، وكلما أجبت على سؤال قيل «ما شاء الله»، واتصلت بي الوزارة على أساس أني نجحت في المقابلة... بعد كل ذلك أصدم باستثنائي من التوظيف، مع أن الوزارة محتاجة إلى مدرسات مقرر «مواطنة» وربما لأكثر من 13 طالبة... وعلى هذا جعلت في قائمة الانتظار، مع أن معظم المتقدمات (وليس الجميع) معدلاتهن أقل مني وزميلاتي في الدراسة لا يرتفع مستواهن عني وبعضهن موظفات، ومع أني عاطلة عن العمل لمدة 3 سنوات لم أدرج حتى في أسماء العاطلين ولم أحصل على التأمين ضد التعطل ولا على راتب الدورة التي انخرط فيها!

جعلت في قائمة الانتظار لهذا الفصل فقط بحسب الحاجة، أما السنة المقبلة فلن تقبل أوراقي حسب الإعلان.

بعد الخروج من وزارة التربية والتعليم بأذيال الهزيمة... زرت بعض المدارس واشتكت المعلمات من النقص الشديد في مدرسات تربية المواطنة والمواد الاجتماعية، والطريف أنه في عز حاجة المدارس إلى هؤلاء المعلمات التربويات تلغى دراسة دبلوم التربية من الجامعات المحلية الحكومية والخاصة!

ورغبة مني في إثبات أن المواطنة البحرينية كفؤة لتحمل المسئولية، ورغبة صادقة في خدمة هذا الوطن الغالي، قمت بمتابعة دراسة برنامج نظم المعلومات الجغرافية عبر الطرق المتاحة لي مثل الانترنت وبعض الكتب القليلة جدا. وانتظمت في دورة في نظم المعلومات الجغرافية وتدربت لمدة 3 أشهر في وزارة الكهرباء، ومع أنه لم تتوافر لي الظروف الملائمة للتدريب فإني اكتسبت الكثير من المهارات في ذلك.

وها أنا أواكب التطور العلمي وأتعامل مع التكنولوجيا الحديثة بمهارة بما يتماشى مع استخدام كل وزارات الدولة، بما فيها وزارة الأشغال والكهرباء والجهاز المركزي للإحصاء لبرنامج نظم المعلومات الجغرافية، أو يتم تعييني في مجال الأرصاد الجوية وحماية البيئة والثروة السمكية ان انتفى قبولي في التدريس سواء تدريس مقرر مواطنة أو تدريس نظم المعلومات الجغرافية في مدارس البحرين أو مدارس المستقبل.

ولكن لا نملك في أيدينا شيئا... والحال هو الحال إذ أصحاب القرار لم يقفوا وقفة رجل يهوى الوطنية وينظر في الاعتبار لكل من يرزح تحت وطأة البطالة وخصوصا المتفوقين؟ فالفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن.

أليس هذا قتلا للمتفوقين من ذوي المواهب والقدرات العالية؟

يعني لا توظيف ولا دراسة عليا... ماذا تتوقعون مني؟ إخواني الصغار لم يعودوا يهتموا بمذاكرتهم مثل السابق لأنهم يقولون سيواجهون المصير نفسه.

في الختام أناشد المسئولين في وزارة التربية والتعليم بعدما انقطعت بي السبل ولم أجذ ملاذا غيركم، للتدخل لكي أحصل على حقي المشروع في العمل وقبولي في التدريس بعدما اجتزت الامتحان والمقابلة بجدارة فائقة ونادرة، وأرجو منكم النظر بعين التشجيع والأخذ باليد لكي يتسنى لي أن أواصل هذا الكفاح من اجل التطوير، ما سيجعله جزءا من تطوير هذا الوطن، وبالتالي خدمة هذا المجتمع، وهو هدفنا جميعا، وجعله الله في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 2005 - الأحد 02 مارس 2008م الموافق 23 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً