يبلغ عمرها تقريبا 8 سنوات، هذا ما ذكره طبعا بعض البائعين الذين توزعوا على طوال السوق وهي طبعا سوق المقاصيص وإن كان البعض يسميها بسوق الحراج أو سوق مدينة عيسى الشعبي.
إن سوق المقاصيص تحتوي على جميع الأشياء فإن كان المواطن يبحث عن أثاث بسعر رخيص فخياره هناك وإن كانت هناك فتاه تبحث عن العبايات والملابس بإمكانها أن تتوجه إلى هناك، وتحتوي هذه السوق على كل الأشياء من الإكسسوارات ومن أقراص أفلام جديدة لم تنزل في دور عرض السينما، إلى جانب أنها تحتوي على كل الاحتياجات من أجهزة كهربائية وطيور وكأنها مجمع تجاري إلا أن الفرق في أن هذه السوق تفتح يومي الجمعة والسبت وأنها ليست في مكان مكيف كالمجمع التجاري، إلى جانب أن هناك مزادا صغيرا يعقده البائعون حتى لو كان هذا المزاد على هاتف نقال.
سوق الحراج تضم الجميع من الفقير إلى الغني، فجميع المواطنين هناك وغالبية العوائل تخصص يوم الجمعة لزيارة هذا السوق لتعرف ما هو جديد في هذه الأسواق وخصوصا أن بعض البائعين يوعدون الزبائن ببضائع يمكن أن تصل إلى السوق في الأسبوع المقبل من زيارتهم.
يعتقد البعض أن البضائع المعروضة في هذه السوق ليست جيدة النوعية إلا أن زيارة «الوسط» إلى هذه السوق أثبتت عكس ذلك، فهي تحتوي على كل البضائع وبسعر جيد وبجودة جيدة وإن اختلفت الجودة من بائع إلى آخر.
وعلى رغم أن بعض البائعين يعرضون البضائع نفسها فإن الأسعار واحدة كأنهم متفقون على تسعيرة معينة ما لا يعطي الزبون الخيار إلى التوجه إلى محلات أخرى لذلك فإن كل شيء هناك يعتمد على المصادفة.
من هم البائعون في هذه السوق
من نظرة «الوسط» عن كثب إلى هذه السوق وجدت أن هذه السوق تضج بالبائعين البحرينيين إلا أن ذلك لا يعني أن لا يوجد هناك بائعون آسيويون إلا أن نسبتهم بسيطة إلى جانب أن البائعين من أصحاب الجنسية نفسها يأخذون لهم محلا منعزلا نوعا ما عن البائعين الآخرين وكأن بينتهم عداوة إلا أن ذلك غير صحيح فالحياة هناك أشبه بأنهم من أصحاب جنسية واحدة وخصوصا أن بعض البائعين البحرينيين يؤكدون أن البائعين الآسيويين لا يؤثرون عليهم.
وعن الوضع الاجتماعي لهؤلاء البائعين فإن من الواضح أن هؤلاء من الطبقة الاجتماعية الفقيرة أو المتوسطة إلا أن بعض المواطنين يتناقلون فيما بينهم أن البائعين في هذه السوق هم أصحاب وظائف حكومية إلا أن بعض هؤلاء البائعين هم صغار السن إذ لم تتجاوز أعمارهم 25 سنة ومن الواضح أن حالهم الاجتماعي متوسط.
الرقابة على السوق
باعتبار سوق الحراج سوقا شعبية يظن الكثير أن لا رقابة عليها إلا أن العكس صحيح تماما، فهذه السوق تخضع إلى رقابة من أكثر من جهة حكومية ومن ضمنها وزارة «البلديات» والمحافظة التي موجودة فيها هذه السوق.
فوزارة الإعلام على سبيل المثال تقوم بتفتيش بائعي أقراص الأفلام لمعرفة ما إذا كانت هناك أفلام جديدة أو حتى ما إذا كانت هناك أفلام إباحية يتم بيعها.
كما تقوم بعض الجهات الحكومية بمراقبة مدى صلاحية البضائع المعروضة في هذه السوق إلى جانب مراقبة الأسعار الموجودة.
كل شيء رخيص وجميل
أما بالنسبة إلى الأسعار فهي ليست مرتفعة وهذا أمر معروف بالنسبة إلى الأسواق الشعبية، فغالبا ما يرى الزبون أن الأسعار لا تتجاوز 10 دنانير وإن كانت هناك بعض البضائع تتجاوز 15 دينارا كالعبايات التي تباع هناك.
وعلى رغم أن البعض يعتبر أن كل شيء رخيص هو ليس جيدا إلا أن غالبية الزبائن الذين يتسوقون في هذه السوق يؤكدون أن البضائع الموجودة هناك لا بأس بها إلى جانب أن هناك بعض البضائع تعتبر ذات نوعية جيدة.
البائعون يطالبون بتكييفها
أكد عدد من البائعين أن السوق في فترة الصيف لا تطاق وخصوصا أنها غير مكيفة، مطالبين وزارة البلدية بتكييفها إذ إن ذلك سيكون في مصلحة البائع والزبون في الوقت نفسه.
وقال أحد بائعي الكتب هناك: «إن تكيف السوق مطلب من مطالبنا إلا أن المشكلة الثانية هي أن بعض الأسواق الكبيرة أصبحت تنافس سوق الحراج إذ إنه في كل أسبوع نجد مندوبا من هذه الأسواق يتنزه بيننا ويرى بضائعنا ليجلبها في الأسبوع المقبل ما يؤثر علينا لذلك فإنه لابد من وضع حد إلى هذه الأسواق».
وذكر أن وزارة «البلديات» تهتم بالبائعين الموجودين في السوق، متمنيا أن تقوم الوزارة بإعفاء البائعين الملتزمين بدفع الإيجار لمدة عام واحد تقريبا وذلك كمكافأة لهم.
وأشار أحد بائعي الفواكه في هذه السوق إلى أن مشكلة غالبية البائعين هنا أنهم لا يفتحون إلا يومي الجمعة والسبت ما يجعل رزق البائعين محدودا وخصوصا أن الكثير منهم يرفض أن يبيع خارج هذه السوق.
نبذة عن سوق الحراج
ولدت سوق الحراج تقريبا منذ السبعينات وكانت في البداية مجرد سوق للخردة بجانب سوق الغنم، ثم انتقلت إلى جانب السوق المركزي، ثم إلى مدينة حمد، وبعدها انتقلت إلى مدينة عيسى بجانب السوق الشعبي وذلك تقريبا قبل 8 سنوات.
وتسمى هذه السوق بسوق الحراج لأن كل بائع يجلب بضاعته ويحرج عليها، كما تسمى بسوق المقاصيص وذلك بحسب رواية قديمة تقول إن المفلسين أو المحتاجين يدفعهم الإفلاس إلى بيع ممتلكاتهم وذلك لحل الأزمات المالية الطارئة التي يعانونها في هذه السوق. يذكر أنه تم تطوير السوق لتضم مجموعة من البسطات التي تحتوي على الملبوسات والعطور وغيرها من الأشياء القديمة والجديدة التي تباع بأسعار منخفضة.
العدد 2004 - السبت 01 مارس 2008م الموافق 22 صفر 1429هـ