اتجاه الاتحاد البحريني لكرة القدم إلى إقامة دوري الدمج في الموسم المقبل يعتبر قرارا ظالما في حق كرة القدم البحرينية، وخصوصا أنه لم يراعِ حقوق الأندية جميعها، وخصوصا التنافسية بالإضافة إلى إهدار أموالها بتعاقدات لن تقدم ولن تؤخر، وعلى رغم أن الاتحاد أخذ بمبدأ «الشورى» من خلال التصويت الذي قامت به الأندية وترجيح كفة اقتراح دوري الدمج «10 أصوات»، فإن ذلك من شأنه أن يسبب الكثير من المشكلات سيقع فيها الاتحاد الكروي في الموسم المقبل.
أولى المشكلات تتمثل في البرنامج المزدحم في الموسم المقبل لأجندة الاتحاد وخصوصا إذا نجح منتخبنا في التأهل للدور أو المرحلة الرابعة من تصفيات كأس العالم والتي ستبدأ اواخر العام الجاري، وهو ما يتمناه الجميع ويسعى إلى تحقيقه الاتحاد، ومشاركة منتخبنا في بطولة كأس «خليجي 19»، ناهيك عن المسابقات الخليجية والعربية والآسيوية لأنديتنا المحلية.
ومن المشكلات أيضا التي سيقع فيها الاتحاد مشكلة الملاعب على رغم أن التوقعات والمؤشرات والمعطيات تشير إلى اكتمال أعمال الصيانة في ملعب استاد مدينة عيسى، ولكن ستبقى المشكلة من دون تغيير، فعدد المباريات في الجولة الواحدة في مسابقة الدوري سيكون كبيرا «9 مباريات»، وهذا يعني فترة زمنية أطول للمسابقات المحلية وخصوصا أن الجولة الواحدة من مسابقة الدوري ربما تقام على مدى 4 أو 5 أيام، إلا إذا أراد الاتحاد أن يضغط المباريات والمسابقات، وهو بحد ذاته مشكلة على الأندية ولاعبيها، وسيسبب في كارثة نوعية في المستوى العام للمسابقات أكثر مما هو موجود حاليا، وبالتأكيد الخاسر الأكبر هو منتخبنا الوطني.
المشكلة الثالثة تتعلق بالأندية وخصوصا الكبيرة منها، فهل سترضى الأندية بالتخلي عن لاعبيها لصالح ومصلحة منتخبنا؟، بالتأكيد الجواب لا، وخصوصا أنها ستصرف الكثير والكثير من الأموال من أجل حصد البطولات.
عموما أعتقد - كما الكثيرون - أن إقامة دوري الدمج سيقتل ما تبقى من روح في جسد كرة القدم البحرينية، على رغم أنه سيقام لمدة موسم واحد، فهل يراجع الاتحاد حساباته؟، ويعيد برمجة المسابقات من خلال رؤية فنية وإدارية وخصوصا أن هناك الكثير من الحلول المطروحة لتقليل عدد أندية دوري الدرجة الأولى، وكل ذلك من أجل تغليب المصلحة الأهم لكرة القدم البحرينية، وألا يترك المجال للأهواء الشخصية والمصالح الفردية للأندية
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 2003 - الجمعة 29 فبراير 2008م الموافق 21 صفر 1429هـ