أعلنت بورصة «ناسداك (Nasdaq) الأميركية الأربعاء الموافق 27 فبراير/شباط الماضي، أنها أنهت صفقة الدمج والاستحواذ على بورصة أو إم إكس (OMX ) السويدية، معلنة بذلك تشكيل أكبر شركة للتداول في العالم، عبر تحالف تشكل بورصة دبي قاعدته الثالثة.
وستضع الخطوة نهاية لصفقة مثيرة، بدأت بصراع حاد بين دبي وناسداك للاستحواذ على أو إم إكس ، وتطور مع دخول قطري على «خط المواجهة،» قبل أنْ تنقلب المواجهة إلى تحالف إماراتي - أميركي، نجح في إنهاء العملية وبناء مشروع مشترك استراتيجي.
وذكرت «ناسداك» في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أنها أتمت اندماجها مع أو إم إكس، مشكّلة بذلك مجموعة جديدة ستكون «أكبر شركات التداول في العالم،» تحت اسم «مجموعة ناسداك - أو إم إكس التي تمتلك بورصة دبي 19.9 في المئة من حصصها.
أشار بيان ناسداك إلى أنّ المجموعة الجديدة تمتلك عمليات متنوعة حول العالم، موزّعة على الأسواق المتقدّمة والنامية، ويمكنها أنْ تقدّم لمستخدميها خدمات على مستوى دولي لجهة تداول الأصول وحلول تكوين رأس المال وأداء الخدمات المالية وتقديم تكنولوجيا التداول ومعلومات السوق والمؤشرات المالية.
وبموجب هذا التحالف الجديد سوف تتحكم بورصة دبي بنحو 57.4 مليون سهم في أو إم إكس تعادل 47.6في المئة من إجمالي الأسهم من خلال التملك المباشر واتفاقيات الخيارات والتعهدات غير القابلة للنقض.
إنّ تحالف دبي ناسداك الذي اشتمل على تملك ناسداك 33 في المئة من بورصة دبي الدولية سيتطلع إلى الاستحواذ على بورصات أخرى إذا ما ظهرت فرص استثمارية مجزية في المستقبل متوقعا أن تشهد بورصة دبي الدولية التي تعاني منذ تأسيسها قبل عامين من ضعف التداول، زخما قويا مع دخول ناسداك التي ستتولى تشغليها وتوفر كافة تقنياتها للبورصة.
لكن لم تكد تمض ساعات على إعلان صفقة تبادل الأسهم بين بورصة دبي الدولية وسوق ناسداك الامريكية، حتى أعلن السيناتور الديمقراطي تشك شومر عن تحفظه عليها. ويذكرنا هذا الموقف الأميركي بما حدث في العام الماضي مع صفقة شراء دبي لشركة بي اند او البريطانية ومصالحها في بعض الموانئ الأميركية، سيعترض النواب والشيوخ وتوافق الإدارة الأميركية في البيت الأبيض وينتهي الأمر بحل وسط. إلا أنّ صفقة بورصة دبي/ناسداك تتجاوز كثيرا صفقة بي اند او (B&O)، ليس بقيمة الصفقة فحسب، ولكن في سياق استهداف الأموال الخليجية لسوق الخدمات المالية العالمي.
الأمر الذي ينبغي التوقف عنده هنا هو التسيق القطري-الدبوي في عملية الشراء هذه، المغاير للطبيعة العربية التي لا تكف عن تغليب صراعاتها الداخلية على مشروعاتها الدولية. فحسبما أعلن رئيس مجلس إدارة بورصة دبي لـ جريدة الشرق القطرية، عيسى كاظم فإن بورصة دبي لن تمانع في بيع جزء من حصتها في بورصة لندن إلى جهاز قطر للاستثمار في حال طلب ذلك من دبي التي ترتبط بالحكومة القطرية بعلاقات وثيقة.
ونفى كاظم من إتمام صفقة الاستحواذ على بورصة أو أم أكس السويدية ما تردد عن وجود صفقة بين بورصة دبي وجهاز قطر للاستثمار الذي باع حصته البالغة 9.99في المئة في أو أم أكس إلى بورصة دبي مقابل تخلى بورصة دبي عن جزء من حصتها في بورصة لندن البالغة 22في المئة إلى الدوحة التي تتطلع إلى رفع حصتها في البورصة اللندنية.
وأوضح أن قطر باعت حصتها في البورصة السويدية إلى دبي كدليل على حسن النوايا تجاه دبي، التي تتمتع بعلاقات طيبة ووثيقة مع الدوحة، مضيفا أنه من الجانب الفني لا يمكن أن تتنازل بورصة دبي عن كامل حصتها في بورصة لندن لصالح هيئة قطر للاستثمار حيث ستتجاوز حصة قطر في هذه الحالة 30في المئة من الأسهم وهو ما يتطلب منها إجراء عرض عام للشراء والحصول على الموافقات القانونية.
وأضاف كاظم في حال رغبت قطر في المستقبل شراء جزء من حصتنا في بورصة لندن فلن نمانع في ذلك، وسندخل في مفاوضات مع الإخوة القطريين الذين تربطنا بهم -كما قلت- علاقات جيدة إضافة إلى وجود استثمارات مشتركة بين شركة دبي القابضة وهيئة قطر للاستثمار.
على صعيد آخر أوضح سعود باعلاوي نائب رئيس بورصة دبي ورئيس مجلس إدارة مجموعة دبي أنّ أيّ عملية استحواذات ستقوم بها «بورصة دبي» في المستقبل ستتم من خلال التعاون مع «بورصة ناسداك، مضيفا أنّ الصفقات التي تمت بين بورصة دبي وناسداك ستخلق مؤسسة مالية عالمية تتمتع بحضور واسع يمتد بين الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وعدد من الأسواق الناشئة.
وأضاف أن بورصة دبي ستقود الأسواق الناشئة في المنطقة بعد التحالف الذي تم مع ناسداك، كما أنّ عمليات الاستحواذ والتحالف التي تمت جاءت ضمن خطة حكومة دبي حتى العام 2015 التي تتضمن الاهتمام بتنمية القطاع المالي بهدف التنويع الاقتصادي
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2003 - الجمعة 29 فبراير 2008م الموافق 21 صفر 1429هـ